+A
A-

الشيخوخة الرقميّة تهدّد شباب بشرتنا.. فما العمل؟

تنتج الشيخوخة الرقميّة عن الإفراط في التعرض للأشعة الزرقاء التي تنبعث من أجهزة الكومبيوتر، والألواح الرقميّة، والهواتف الذكيّة. فبعد أن تمّ التأكد من الأذى الذي يمكن أن يلحق بالبصر من جراء التعرّض لهذا النوع من الضوء، بدأت بعض الدراسات تتناول تأثير هذه الأشعة على تسريع شيخوخة البشرة. إليكم التفاصيل:

- ما هي الأشعة الزرقاء:

تتميّز هذه الأشعة بكونها مرئيّة، ذات طاقة مرتفعة وموجات منخفضة أما المصدر الأساسي لها فهو أشعة الشمس. لكننا نحصل على كمية وافرة منها أيضاً من الإضاءة الداخليّة وشاشات الأجهزة الإلكترونيّة التي نستعملها في حياتنا اليوميّة.

يلجأ أطباء العيون عادةً إلى الاستعانة بهذه الأشعة لعلاج بعض مشاكل النظر ومنها الزرق أو Glaucoma وإعتام عدسة العين أو Cataracts. والأشعة الزرقاء ليست سيئة بالمطلق فهي تلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على صحتنا كونها تنظّم إيقاع ساعتنا البيولوجيّة الؤثّرة على ساعات النوم واليقظة التي نحتاج إليها. وتتمتع هذه الأشعة أيضاً بتأثير في مجال تعزيز مزاجنا كما تنشّط الذاكرة وعمل وظائفنا الإدراكيّة.

- هل تؤثّر الأشعة الزرقاء على بشرتنا؟

أطلقت بعض المختبرات التجميليّة العالميّة مؤخراً مستحضرات تحارب التأثير السلبي للأشعة الزرقاء على البشرة، فما مدى الخطورة التي تسببها هذه الأشعة في هذا المجال؟.

ينطلق تأثيرها السلبي من خلال تسريع آليّة شيخوخة البشرة المبكرة. فقد أثبتت بعض الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع، وتمّ نشرها في مجلاّت طبيّة موثوقة، أن تعريض البشرة لهذه الأشعة يسبب ظهور التجاعيد والبقع البنيّة عليها بنسبة أكبر من التعرّض للأشعة البنفسجيّة من فئة A. كما أظهرت دراسة أخرى أن التعرّض للأشعة الزرقاء ينشّط إنتاج الجذيرات الحرّة في البشرة مما يسرّع في آليّة شيخوختها. أما الخلاصة في هذا المجال فهي أن التأثير السلبي الحقيقي للأشعة الزرقاء على البشرة ما يزال يحتاج إلى دراسات إضافيّة ولكن ما نعرفه حتى الآن أنه موجود دون أن نتمكّن من تحديد مدى الأذى الذي يمكن أن يلحقه بالبشرة.

- كيف تتأثّر بشرتنا بالأشعة الزرقاء؟

تشير أحدث الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن التعرّض للضوء الأزرق لفترات طويلة ينشّط آليّة إنتاج الميلانين في البشرة مما يؤدّي إلى ظهور البقع الداكنة عليها. كما أن دخول هذا الضوء إلى عمق البشرة ممكن أن يسبّب تكسراً لألياف الإلستين والكولاجين المكوّنة لنسيجها.

ويشير الخبراء إلى ضرورة أخذ بعض الاحتياطات التي يمكن أن تؤمّن لنا حماية في هذا المجال: أبرزها عدم الإفراط في التعرّض للأشعة الزرقاء المنبعثة من الأجهزة الرقميّة وتبنّي الاعتدال في هذا المجال للوقاية من التجاعيد والبقع البنيّة. وتشير الاختبارات أن الأشعة الزرقاء المنبعثة من الهواتف الذكيّة هي الأسوأ في هذا المجال كون الهاتف يكون قريباً جداً من بشرتنا عند استعماله مقارنةً بالكومبيوتر، والتلفاز، والألواح الرقميّة الأخرى.
- ما فعالية مستحضرات العناية بالبشرة التي تحارب آثار الأشعة الزرقاء؟

تشير الأبحاث أنه يمكن لمستحضرات العناية المحاربة لمفعول الأشعة الزرقاء أن تكون مفيدة ولكن يجب أن يتزامن استعمالها مع الاعتدال في التعرّض المباشر لهذه الأشعة. وهي تكون عادةً غنيّة بمضادات الأكسدة، والمكوّنات المحاربة للشيخوخة بالإضافة إلى العناصر المتوفرة في كريمات الحماية من الشمس مما يحول دون صول تأثير الأشعة الزرقاء إلى البشرة.