العدد 3661
الثلاثاء 23 أكتوبر 2018
banner
بائعة الورد... تشعل وسائل التواصل
الثلاثاء 23 أكتوبر 2018

في طفولتي، قمتُ ببيع الورد، لاسيما الورد المحمدي، ومعه قصب السكر، إذ كانت سنوات عمري الأولى هي الأحلى. تعلمت فيها الكثير فيها، منها حب الناس، والتعامل معهم، وظهرت بوادر شخصية قيادية لدي، ولا أخجل من قول ذلك أبدا، بل زادني شرفا، وأنا الآن أول طبيبة بحرينية استشارية وترأس وحدة المخدرات والكحول، وهي من أصعب وأخطر الوحدات. وأستاذ في جامعتين وسفيرة السلام في الوطن العربي، وافتخر أنني امرأة بحرينية.

وقد أثيرت لدى الكثير من التساؤلات، هل يحق لأي أحد الانتقاص من قدرات الشباب البحريني وإبداعاتهم الذي يعطي ويعمل ويتعلم رغم كل التحديات؟

حكومتنا الرشيدة دائما تثني وتشجع وتحفز، وها هو ذا على سبيل المثال أمير الشباب الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة يذهب بنفسه إلى شباب البحرين ولا يكترث للمخاطر، ويلتقي الشباب والطلبة والرياضيين محفزا ومشجعا وداعما كبيرا لهم.

نحن نستلهم من قيادتنا الرشيدة حكمتهم، فهل نرضى أن نقلل من شأن أحد ينتمي إلى الشباب البحريني؟ الشباب البحريني الذي أينما حل يلاقي الترحيب سواء في الوطن العربي أو الأوروبي أو الشرقي، فقد أثبت الشعب البحريني جدارته بأخلاقه وعلمه وثقافته، ونال احترام الآخرين بكافة مللهم ومذاهبهم وأديانهم بأنه من أرقى شعوب العالم، وهذه حقيقة يراها الجميع لأي بحريني سافر في الخارج لطلب العلم أو العلاج أو السياحة.

العمل الشريف لم ولن يكون عارا أبدا، طالما بعرق الجبين، ومثال على الشباب الذي ابتدأ من الصفر وأثبت جدارته السيد عبدالمنعم الذي ابتدأها بغسل السيارات في منزله، والآن وظف معه شبابا بحرينيين لتكون له مغسلة السيارات الخاصة به وبنجاح، مثال آخر فلامرزي الذي لم يخزه أن يكون سماكا وبحارا يترزق ليتحفنا بعطائه وحبه وشغفه لعمله، ويكون مثالا جميلا للشباب البحريني الذي يعمل بشرف وإخلاص.

والكثيرون الكثيرون من أبناء هذا الوطن الذين يعملون في كافة المهن، ونحن نقول لهم جميعا إننا فخورون بهم، فلا هو مخزٍ ولا هو عار؛ لأن العمل شريف. إنما الدناءة هو أكل الحرام والسرقة أو الإتجار بالمخدرات.

رسالة أخيرة أقولها للجميع بأن الشباب البحريني ليس قادرا على العطاء فقط، بل وقادر على تحويل التحديات إلى فرص تحقق له النجاح. فخورون جدا بكم أيها الشباب البحريني.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية