+A
A-

الأسعار ارتفعت مليون و500 ألف % وفنزويلا طلقت الدولار

فنزويلا المبتلية بما يصعب تصديقه، لكنه حقيقي، وهي أزمة اقتصادية طاحنة، رفع فرعها التضخمي الأسعار هذا العام بنسبة مليون و500 ألف % حتى نهاية سبتمبر الماضي، قررت منذ يومين التخلي عن الدولار بمبادلاتها التجارية الرسمية، واستبداله باليورو الأوروبي و اليوان الصيني، كما وعملات أخرى، وفقا لما بثته الوكالات مما أعلنه نائب الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو" للشؤون الاقتصادية، وهو السوري الأب واللبناني الأم طارق العيسمي.

القرار اتخذته الحكومة الفنزويلية بعد اجتماع لها الثلاثاء الماضي، وأعلنه العيسمي للفنزويليين وغيرهم عبر بث تلفزيوني مباشر وعاجل، وفيه ذكر أن فنزويلا التي بدأت تتعامل بالدولار في مبادلاتها منذ 80 سنة ثم أصبحت محرومة من اعتماده بسبب عقوبات أميركية فرضتها عليها الولايات المتحدة، اضطرت إلى التخلي عنه والتعامل بغيره، شارحا في بيانه الذي اطلعت "العربية.نت" على ملخصه في موقع فضائية teleSUR التلفزيونية الفنزويلية، أن الحساب المصرفي لأي شركة أجنبية كانت تسدد لها الحكومة الفنزويلية قيمة ما تستورده منها بالدولار "وأهمها شركات الأدوية بشكل خاص، كان يتم إغلاقه في بلادها والخارج" بسبب خرقها للعقوبات التي وصفها بأنها "غير قانونية وتعسفية ومخالفة للقانون الدولي" وفق تعبيره.

وذكر العيسمي أيضا أن ما تقوم به فنزويلا من مزادات حكومية بالعملة الأجنبية ستكون عملته "اليورو" وأيضا "يوان" الصين بشكل خاص، وأن البنك المركزي الفنزويلي سيضخ ملياري يورو، تعادل مليارين و300 مليون دولار، في سوق الصرف المحلي ليتعامل بها الفنزويليون في القطاع الخاص، علما أنه بإمكان الفنزويليين البالغين 30 مليونا الحصول على العملة الأميركية الخضراء من السوق السوداء، كتحايل على عقوبات فرضتها الولايات في منتصف فبراير العام الماضي، أي بعد أقل من شهرٍ على تولي الرئيس الأميركي دونالد ترمب مقاليد الحكم في البيت الأبيض، ونالت العقوبات من طارق العيسمي نفسه، كما ومن مساعد له اسمه سامارك لوبيس، وهما من تتهمهما واشنطن بتجارة المخدرات.

ونفى العيسمي، البالغ 44 سنة، كل ما ورد بشأنه في حيثيات وموجبات العقوبات التي وقعها ترمب "بموجب قانون مكافحة المخدرات في الخارج" وأشارت في حاشية منها إلى أن المتحدر أصله من "جبل الدروز" في سوريا "يشرف على نقل شحنات مخدرات وزنها يزيد عن طن من فنزويلا إلى الولايات المتحدة في كل مرة، وأشرف على شحنات أخرى من المكسيك أيضا" وفقا للمزاعم الأميركية.

ومع أن الحالة الاقتصادية مزرية في فنزويلا، الا أن رئيسها نيكولاس مادورو يرفع شارة النصر دائما والحالة الاقتصادية في فنزويلا، ليست على ما يرام منذ سنوات طويلة، وهي إلى مزيد من التفاقم في كل مرة، على حد ما تستنتجه "العربية.نت" مما تبثه عنها الوكالات، فالعجز فيها نسبته 20% من الناتج المحلي، وديونها الخارجية أكثر من 150 مليار دولار، وليس لديها احتياطات بالعملة الأجنبية إلا 9 مليارات فقط، مع ذلك نرى رئيس البلاد التي يغفو أكبر احتياط نفطي بالعالم في أراضيها، ضاحكا دائما ويظهر رافعا شارة النصر بمعظم اللقطات والصور.