+A
A-

مَن "التيار الثالث" المتهم بالأحداث الأخيرة في البصرة؟

أعلنت مديرية شرطة محافظة البصرة، عن ضلوع جماعة تطلق على نفسها "التيار الثالث" في أعمال الحرق والتخريب التي رافقت التظاهرات الأخيرة في المحافظة، مؤكدة أن مديرية الاستخبارات ومكافحة الإرهاب ألقت القبض على رئيس الجماعة وبعض عناصرها.

وقال مدير عام مديرية الشرطة في المحافظة الفريق رشيد فليح نجم في مؤتمر صحافي، إن القوات الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على المتورطين بأعمال الحرق والتخريب التي رافقت تظاهرات البصرة، بعد ملاحقتهم في محافظات البصرة وذي قار وواسط، مشيراً إلى أن مديرية الاستخبارات ومكافحة الإرهاب ألقت القبض على رئيس الجماعة وبعض عناصرها.

وأوضح فليح، أن عدد المعتقلين الذين تم القبض عليهم هم سبعة، وأن الجهود الأمنية مستمرة لإلقاء القبض على آخرين من نفس التنظيم.
من جانبه، قال مدير مكتب مفوضية حقوق الإنسان في البصرة، إن المفوضية تتابع منذ البداية مجريات /التحقيق مع الموقوفين، وكانت لنا أكثر من زيارة لهم بالتعاون مع مديرية الشرطة ومديرية الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، وتم إطلاق سراح العديد من الموقوفين غير المتورطين.

وأشار التميمي، إلى أن المفوضية تنظر إلى المتهمين على أنهم أبرياء لحين إدانتهم من قبل القضاء، مع تأكيده على أن التظاهر السلمي هو حق مشروع.

وشهدت محافظة البصرة الأشهر الماضية تظاهرات واعتصامات سلمية للمطالبة بتحسين الخدمات ومكافحة الفساد وتوفير فرص العمل، التي تخللتها احتجاجات عنيفة رافقها إحراق مباني المؤسسات الحكومية ومقار ومكاتب الأحزاب والحركات السياسية والقنصلية الإيرانية، بالإضافة إلى مقتل وجرح العشرات من المشاركين في الاحتجاجات.

من جهته كشف عضو من جماعة التيار الثالث، طلب عدم الكشف عن اسمه لـ"العربية.نت" لأسباب أمنية، أن ما يروج عن جماعتهم هو عار عن الصحة، وأن الأهداف والمبادئ التي تشكلت جماعتهم على أساسها، هو إصلاح الخط السياسي والاقتصادي للحكومات المتعاقبة التي سيطرت عليها الأحزاب منذ 2003.

وأوضح أن مشروع التيار هو إصلاحي بعيدا عن الطائفية والمذهبية لكن يتبنى آراء ثورية كحل لإنهاء ما يجري في العراق، وبنفس الوقت فإنه ضد إشاعة الفوضى والتخريب الذي سيكون له الانعكاس السلبي على الخط الوطني، مشيراً بأنهم يدعون التيار إلى الوحدة ورفض تقسيم البلاد ونبذ التفرقة العنصرية، وازدراء الآخر والتمييز، والتدخل الأجنبي بالشأن العراقي وتوفير الخدمات للمواطنين وفرص العمل المتكافئة.

وحول الاعتقالات التي طالت أعضاء التيار، قال المصدر بأنهم سيسلكون الطرق القانونية لإطلاق سراح أعضاء تيارهم، الذين ألقي القبض عليهم بتهم وصفها بالبعيدة عن الواقع.

وفي هذا الإطار قال المحلل السياسي سرمد الربيعي لـ"العربية نت" إن التيار الإسلامي الذي حكم العراق وما تفرع عنه من قوى وتنظيمات في البلاد، ترى نفسها بأنها الأساس وترفض أي فكرة بإنشاء تيار شبابي حتى ولو ولد من فكر محلي الذي لا يرتضي بأن يكون ضمن معادلة التغيير ما بعد 2003.

وأضاف الربيعي، في أدبيات التيار الثالث الذي وصفه بأنه لا إسلامي ولا مدني، فإن الاتهامات التي وجهت لأعضائه أنهم إرهابيون ومندسون هي اتهامات باطلة، فهو تيار وطني مستقل خرج من رحم معاناة الشعب، وأن تسميته جاءت لوجود التيار الإسلامي الذي حكم العراق منذ 2003 والآخر المدني المتخبط في ذاته، وليس لديه قيادة فعلية.

وأشار الربيعي، بأنه يبدو أن البعض من المثقفين صارت لديه رغبة مختلفة ونضج الى درجة التمرد، وإعلان الذات مهاجماً الإسلاميين والمدنيين على السواء وطارحاً رؤية جديدة، لكن الظروف الراهنة في ظل الصراع الدولي والإقليمي يحتم بقاء القوى التقليدية الموزعة بولاءاتها الخارجية، وضيق الدائرة.