+A
A-

كلمة يناقش فوارق الأصل والترجمة من الألمانية إلى العربية

اختتم مشروع "كلمة" للترجمة التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي مشاركته في معرض فرانكفورت للكتاب بندوة أقيمت أمس الأول تحت عنوان "الترجمة من اللغة الألمانية إلى اللغة العربية: فوارق الأصل والترجمة".
أدار الندوة المترجم مصطفى سليمان، وتحدث في البداية المترجم محمود حسنين مترجم كتاب الأطفال "أسبوع شيار المغوار" لبالو مار من الألمانية إلى العربية بتكليف من مشروع "كلمة" عن التحديات التي واجهته لترجمة كتاب مليئ بتعابير تخص اللغة الالمانية وحدها واللعب بالكلمات، مثل تسميات أيام الأسبوع التي تختلف عن سواها في اللغات الأخرى، واعتبر أن مهمة المترجم تبدأ من حيث تنتهي القواميس، وعلى المترجم أن يسأل نفسه ما المميز في الكتاب الذي يترجمه وما الغرض من الأسلوب المتبع فيه مثل كثرة اللعب بالكلمات، ومن ثم محاولة إيجاد المعادل لتلك التعابير في اللغة المستهدفة، وقد لجأ إلى دراسة أسماء أيام الأسبوع بالعربية القديمة للبحث عن ما يعادل التسميات الألمانية فتوصل إلى "شيار" الذي يعني يوم السبت عند العرب قديماً. وأشار إلى وجود اهتمام في السوق الألمانية بالأدب العربي في ظل تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وهو اهتمام يختلف عن الاهتمام الموسمي السابق والذي صاحب الأحداث الكبرى في المنطقة مثل هجمات 11 سبتمبر والربيع العربي.
وقالت الباحثة ريناته رايشينشتاين من دار نشر أوتنجير، أن كتاب "أسبوع شيار المغوار" قد طبع عام 1973 وقد ترجم إلى الهولندية فقط، وخلال الثمانينات رفضت ترجمته إلى العديد من اللغات لأنه مغرق في اللغة الألمانية وفيه مضمون أُعتقد عندها أنه لا يلقى اهتماماً لدى الأطفال، غير أن ترجمة الكتاب بدأت تنتعش تدريجياً في عام 1985 حتى وصلت إلى 38 لغة وأصبح ناجحاً عالمياً، وفيما توقفت الطبعات الدولية إلا أن الطبعات بالصينية مستمرة حتى أنهم ترجموا كل كتب المؤلف.
أما الروائي ديفيد فاجنر فقد اعتبر أن الترجمة تؤثر في العمل الأدبي بطريقة أو أخرى وليس من الصائب اعتبارها تحصيل حاصل، فروايته الأولى ترجمت إلى 70 لغة وكانت سعادته مثل الفوز بجائزة اليانصيب، واعتبر أن المترجم هو قارئ  مخلص فهو من يكتشف الأخطار التي لا يتنبه لها الكاتب  نفسه أو الناشر، وهو يثق في المترجمين لأنهم بعبارة مجازية مثل الخياطين يعيدون خياطة البذلات من قماشة النص الذي كتبه المؤلف. ورأي أن هناك ظاهرة تتمثل في الحاجة لقول القصص وخاصة المهاجرين حيث تتطور ملكات الكتابة، وأشار إلى الكاتب عباس حيدر الذي كتب عن تجربته الشخصية بالهجرة من بلده العراق إلى أوروبا قبل موجة المهاجرين، ثم بعدها تمكن من الكتابة بنفسه بالألمانية عن هذه المعاناة.
من جهته اعتبر الكاتب والصحفي أندرياس أوهلير، أن المترجم الناجح هو من يبرع في اللغة المستهدفة بحيث يكون على نفس الصفحة مع القارئ، فهو ينقل ثقافة كاملة بنبضها اللغوي الحي، ففى كتاب "أسبوع شيار المغوار" أطفال بدون أصدقاء وغارقون في خيالاتهم وهذا موجود في كل الثقافات، ولو نقل المترجم المخاوف من هذه الحالات والمشاعر المصاحبة لها لكانت الترجمة موفقة ومؤثرة. ولفت إلى وجود ثقافة مرحبة في ألمانيا فالكل يمكن أن يأتي بثقافته وأدبه إليها، ففيها عالم مؤسس للأدب، بما فيها ما يصاحب موجات المهاجرين.