العدد 3653
الإثنين 15 أكتوبر 2018
banner
التطبيل بالمجان
الإثنين 15 أكتوبر 2018

أندهش حين أرى بعضا ممن أتوسم بهم الخير، والفهم، والمعرفة، وهم يرون بالتطبيل، طريقًا سهلة للوصول، ولكسب الحظوة، ولاختزال سنوات العمل، والجهد، والتعب الذي يبذله غيرهم، بخطوة قصيرة، أو خطوات قصيرة، أساسها الأول البعد عن الحقيقة، والتزلف، وبيع المبادئ بأبخس الأثمان.

وبالرغم من التغيرات الكبيرة التي شهدتها المنطقة، والبلد ككل، ثقافيًا، واجتماعيًا، وفكريًا، وبالرغم من خروج وسائل التواصل الاجتماعي للعلن، كأدوات ضغط وكشف لممارسات وسلوكيات الدول نفسها، وليس الأفراد فحسب، لا زال الطبالة على حالهم، ولازال هناك من يراهن على هذه البوابة المقيتة، لتغيير الحال، وأي حال؟

وكنت على قناعة دائمة، ومستمرة، وثابتة، بأن الإرث الحقيقي للأبناء، هو بالتربية الحسنة، والسمعة الطيبة، والمبادئ ومواقف الرجال، فهي الدائمة، والثابتة، والبارزة في العلن، مهما طال الزمن، أو قصر، خلافًا لتوجهات البعض، والذين يرون بالوصول، وتحسين الأوضاع، هدفهم الأول بالحياة.

وفي الوقت، الذي تتجه به الدولة بثبات نحو بناء دولة عصرية جديدة تقوم على العمل، والتطوير الوظيفي، والإبداع والابتكار، وترشيد النفقات، ومنح الفرصة للكفاءات لأن تأخذ حقها ومستحقها من الصعود، وخدمة البلاد والعباد، لا يزال هنالك من هم بفلك آخر، أرضيته التزلف، والتصفيق، ثم التصفيق، بواقع مر، يجب أن يحارب، ويرفض.

ينبغي أن يكون هناك منهاج كشف ومصارحة في المجتمع، بأن الوصول هو حق سليل للكفاءات، أما الطبالة، خصوصا من يطبلون بشغف دون أي نتيجة تذكر، فأدعو لهم بالهداية والصلاح.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية