+A
A-

حميدان: الأشخاص ذوو الإعاقة البصرية شركاء في العملية التنموية

تحتفل مملكة البحرين مع دول العالم باليوم العالمي للعصا البيضاء، باعتبارها العلامة المميزة للكفيف، وذلك بعد أن اعتمد الاتحاد العالمي للمكفوفين، التابع لهيئة الأمم المتحدة، تاريخ 15 أكتوبر من كل عام يومًا عالميًا للعصا البيضاء، وذلك تأكيدًا على أن للمكفوفين كافة الحقوق التي يتمتع بها الأشخاص الآخرون، ومناسبة سنوية لتأكيد قيم التكافل والتعاضد الاجتماعي، التي يدعو إليها ديننا الإسلامي الحنيف، ويوليها دستور مملكة البحرين والتشريعات الوطنية اهتمامًا خاصًا، فضلاً عن الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تعكس رغبة وحرص حكومات وشعوب العالم على إيلاء هذه الفئات الاجتماعية ما تستحقه من عناية ورعاية.

وبهذه المناسبة، أكد سعادة وزير العمل والتنمية الاجتماعية، السيد جميل بن محمد علي حميدان، أن مملكة البحرين تولي الأشخاص ذوي الإعاقة (ذوي العزيمة) ومن بينهم ذوي الإعاقة البصرية كل الاهتمام والرعاية، إيمانًا منها بالدور الذي يقومون به في المجتمع، حيث يعكس هذا الاحتفال الاهتمام الوطني بقضايا ذوي الإعاقة ويدل على الوعي المتنامي بأهمية إدماجهم في المجتمع، والتأكيد على حقهم في المشاركة في بناء الوطن والإسهام في العملية التنموية، مشيرًا في الوقت ذاته إلى الحرص على تقديم كافة التسهيلات لهذه الفئة من خلال تطوير وتفعيل التشريعات والاتفاقيات، وتقديم أفضل الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية المختلفة، فضلاً عن إطلاق المشاريع الميدانية التي تنعكس إيجابيًا على الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم، وترفع من مستواهم الاجتماعي.

وقال سعادة وزير العمل والتنمية الاجتماعية "إن مملكة البحرين قطعت شوطًا كبيرًا في مجال تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، وإدماجهم في سوق العمل وتوفير الحياة الكريمة لهم، باعتبارهم فئة منتجة في المجتمع، وذلك من خلال توفير أفضل البرامج والخدمات المساندة لهم، وتأمين احتياجاتهم الخاصة التي تسهم في زيادة قدراتهم، وإعطائهم الفرص كأفراد مساهمين في البناء والتقدم، حيث يحظى ذوو الإعاقة البصرية بفرصة الالتحاق بالمدارس الحكومية بمختلف المراحل التعليمية، وذلك تجسيدًا لما جاء في نصوص دستور مملكة البحرين من أن التعليم حق للجميع".

وذكر حميدان أن مملكة البحرين، وفي ضوء الرؤية الثاقبة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، والتوجيهات السديدة لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله، والمؤازرة الدائمة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله، تحرص دائماً على توفير كافة أشكال المساندة وتقديم أفضل الخدمات للفئات الاجتماعية التي تعاني من الإعاقة بمختلف أنواعها.

وفي إطار اهتمام مملكة البحرين بذوي الإعاقة، حرصت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية على توظيف المكفوفين من خلال مركز خدمات المعاقين (لست وحدك) التابع للوزارة، حيث تم توظيف (76) معاقاً بصرياً، واستفاد (108) من ذوي الإعاقة البصرية من بطاقة الأشخاص ذوي الإعاقة التي تسهم في انجاز المعاملات الرسمية بكل يسر وسهولة، كما وبلغ عدد المستفيدين من مخصص الإعاقة، والبالغ 100 دينار شهرياً، ألف و(202) من ذوي الإعاقة البصرية، وذلك حتى سبتمبر 2018.

وفي السياق ذاته، فإن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تقدم الدعم المادي لمؤسسات المجتمع المدني التي تدير المراكز الأهلية العاملة في مجال الإعاقة، بنسبة 84% من ميزانيتها التشغيلية، وذلك سعيًا لضمان حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على حقوقهم في التعليم والتدريب والتأهيل والتشغيل، بالإضافة إلى تعديل البيئة المحيطة بهم وفقاً لقدراتهم واحتياجاتهم، وإزالة كافة العقبات التي قد تؤثر على الجهود والخطوات المدروسة التي تنتهجها مملكة البحرين على قدم المساواة مع كافة فئات المجتمع.

إن هذه الجهود المبذولة، التي ستستمر وتتطور، تأتي لتمكين ذوي الإعاقة السمعية من الإسهام، كغيرهم من المبصرين، في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة، ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع، بما حباهم الله بقدرات ومواهب وعزيمة راسخة، وقصص النجاح التي سجلت عبر السنين في هذا المجال تؤكد ما توليه المملكة من اهتمام بالغ بفئة ذوي الإعاقة السمعية وأصحاب العصا البيضاء.