العدد 3652
الأحد 14 أكتوبر 2018
banner
360 درجة أيمن همام
أيمن همام
إضافة مهمة
الأحد 14 أكتوبر 2018

في عصر العولمة والإنترنت، لم يعد أمام الدول والمؤسسات والأفراد خيار سوى الانفتاح على العالم، وقبول ما هو إيجابي من الأفكار الجديدة، والمشاركة في رسم ملامح المستقبل، فمن لا يبدي استعدادا لهذا الانفتاح سيعاني في النهاية من الانغلاق والعزلة وبالتالي يتأخر عن ركب الحضارة والتطور.

الانفتاح لا يعني الاستماع إلى ما يقوله الآخرون فحسب، بل التحدث إليهم، والإسهام في الارتقاء بمعارفنا عبر الاستفادة من الخبرات والتجارب المتراكمة.

في محاضرة بعنوان “الهدف من الحياة”، يشرح أستاذ الرياضيات في جامعة كنساس الأميركية جيفري لانغ قول الله تعالى “وعلم آدم الأسماء كلها” قائلا إن آدم ليس فقط المخلوق الذي منحه الله نعمة التخاطب عبر اللغة، بل هو أيضا مخلوق قادر على التعلم، مشيرا إلى أنه من الأمور الأساسية الأولى التي أكدها القرآن هي قدرة الإنسان المعرفية، وأن اللغة هي أكبر موهبة فكرية منحها الله تعالى للإنسان.

ويضيف لانغ أن اللغة ليست فقط وسيلة يمكن أن يتعلم بها الإنسان من خلال تجاربه الشخصية، بل يتعلم عبرها من خبرات الآخرين الذين عاشوا على بعد مئات الآلاف من الأميال والسنين، وبالتالي فإن كل علومنا تتراكم، فيتعلم كل جيل من الجيل الذي سبقه.

وتقول أستاذة علم النفس المعرفي بجامعة ستانفورد الأميركية ليرا بوروديتسكي، في محاضرة بمؤتمر “تيد” العالمي للتكنولوجيا والتصميم، إن اللغة جزء لا يتجزأ من العديد من سمات الفكر التي لم يدركها العلماء من قبل، موضحة أن الأشخاص الذين يتحدثون أكثر من لغة ينتبهون إلى أشياء مختلفة تفرضها متطلبات تلك اللغات، وهذا يجعلهم يتساءلون عن الطريقة التي يفكرون بها وكيف يمكن أن يطوروا أفكارهم، وبالتالي يصبحون أكثر انتباها بشأن الأفكار التي يريدون استحداثها.

بالقدر الذي نعتز به بلغتنا العربية الجميلة، علينا أن نحرص على إضافة المزيد من اللغات إلى رصيدنا المعرفي؛ حتى نتمكن من مخاطبة العالم والتفاعل معه، ولعل اللغة الإنجليزية تكون الإضافة الأولى بالاهتمام؛ نظرا لكونها أكثر اللغات انتشارا على مستوى العالم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .