العدد 3643
الجمعة 05 أكتوبر 2018
banner
المنطقة التعليمية بمدينة عيسى وانعدام القراءة المستقبلية
الجمعة 05 أكتوبر 2018

لا أتصور أن هناك حلولا قريبة أو بعيدة لمشكلة الاختناقات المرورية في المنطقة التعليمية بمدينة عيسى التي أصبحت قاعدة للازدحام المروري وفق أعلى المستويات، وأنا على يقين بأن المنطقة برمتها نقصها التخطيط والقراءة المستقبلية لما سوف يكون عليه الوضع اليوم، فقد بدأت بتشييد وزارة  الإعلام ومن ثم وزارة التربية وبعدها توالت المشاريع المختلفة كالمدارس الخاصة والحكومية والمعاهد والجامعة ومبنى الإصلاح والتأهيل، والجهاز المركزي للمعلومات وغيرها، وكل هذه الجهات محصورة في مكان واحد ويخدمها شارع يتيم لم يطله التطوير منذ سنوات، وحتى لو تم تطويره فسيبقى شارعا ضيقا لا يستفاد منه مقارنة بالحجم اليومي الهائل من السيارات التي تمر عليه خصوصا في ساعات الذروة، وما يزيد الطين بلة قرب المنطقة من أسوأ إشارة عرفتها البحرين أو تقاطع، وأعني الإشارة الواقعة بالقرب من وزارة العمل التي لو اجتمع الإنس والجن لوضع نظام ممتاز ذي كفاءة لها لما استطاعوا.

من أهم أسباب الازدحام المروري في البحرين واكتظاظ الطرق بالسيارات ضعف التخطيط وغياب الاستراتيجيات المستقبلية لمعالجة الأزمة بالشكل الصحيح، وخير مثال على ذلك المنطقة التعليمية بمدينة عيسى، فبين كل فترة كانت تبنى مدرسة والجهات المعنية على علم بذلك لكنها لم تتحرك ولم تجد الطرق والأساليب الخاصة التي من شأنها تنظيم سير المرور والحد ولو بنسبة معقولة من الازدحام، وهكذا توالت المشاريع وتوسعت المنطقة إلى أن وجدنا أنفسنا في مواجهة أزمة كالطوفان لا يمكن حلها أبدا وأتحدى “الأشغال” أن تقول إن لديها القدرات والمهارات لإيجاد حل لهذه المنطقة.

نحن بحاجة إلى التخطيط ورسم السياسات والتنظيم للمشاريع المستقبلية بما يتوافق مع الكثافة المرورية الناتجة عن التوسع العمراني بمختلف مناطق المملكة، لأن مشكلتنا الأساسية التي ندور حولها هي عدم قدرتنا على تحديد احتياجات المستقبل.. نعم.. فنحن تنقصنا الرؤية المستقبلية للتطور المعماري والقراءات الصحيحة التي بموجبها نعرف كيف نضع الحلول اللازمة والأكثر فعالية، يخيل إلي أننا لا نستطيع وزن أو قياس المشاكل التي تصادفنا وننتظر الإجابة من الأجهزة الاستشارية في وزارة الأشغال وشؤون البلديات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .