لا مرحبا ولا سهلا بعودة كل من شارك في المؤامرة الانقلابية في 2011، وما حدث فيها ليس غيمة عابرة ولا سحابة صيف ماضية، بل هو عمل إرهابي كادت بسببه البحرين أن تصبح عراقا آخر، إلا أن لطف الله بهذا الشعب أنقذهم من مصير أسود فيه تنتهك الأعراض ويذبح الأطفال وتبقر بطون الحوامل، هذا ما فعله المجرمون في العراق، وهذا ما سيفعلونه، فالأهداف والمرجعية واحدة.

من يريد أن ينسي شعب البحرين الأحداث المروعة لن يقدر أبدا، فمن تم دهسه بالسيارات، ومن تم قتله وقطع لسانه، ومن مزقت أحشاؤه، كل هؤلاء ليسوا حيوانات، بل أرواح لبشر، ذنبها فقط أنها دافعت عن البحرين، لن ننسى المشانق والتصفيق لها، ولن ننسى الأطباء الذين حرموا المرضى العلاج، لن ننسى ما حدث في جامعة البحرين والمدارس، ولن ننسى الطفلة فاطمة العباسي التي ماتت في حضن أمها بعد منع وصول سيارة الإسعاف إليها، و زهرة صالح التي ثقب سيخ الحديد رأسها.

إن عودة الانقلابيين كل مرة إلى مؤسسات الدولة وبرلمانها، مجازفة خطيرة تعود بالبحرين إلى ما قبل 2011، وذلك عندما استطاعوا خلال عقود أن يعدوا العدة بعد أن تمكنوا من السيطرة  على المؤسسات الحيوية، كما سخرت لهم مشاريع التوظيف التي خصصت لهم القوائم فقط، واستطاعوا تحقيق أهداف كثيرة منها البحث في خرائط البحرين بحجة التحقيق في أملاك الدولة.

فمن مقولات أحد أبواق المؤامرة الانقلابية أنه سيدخل ببرنامج انتخابي يستند إلى برنامج سياسي وشعارات وطنية وأهداف تناضل جمعيته من خلالها، هذه الأبواق اليوم تعيد صفوفها وترسم خريطتها بإيعاز من مهندسي الانقلاب الذين يشتغلون بالخفاء، لكن ما يهم هو التصدي  لهذه الوجوه المدمرة التي تسعى لأن تكون في واجهة الحكم.

البحرين اليوم قطعت شوطاً مع الدول الشقيقة في التحالف العربي، فهي تحارب أذناب إيران في اليمن، وقدمت الشهداء ومازالت في وطيس المعركة، فكيف يكون التهاون مع نفس القضية بالداخل، فهذا الانفتاح على الانقلابيين يضيع جهود البحرين في حربها على الإرهاب، كما أن أمن البحرين جزء لا يتجزأ من أمن الخليج وخصوصا أمن السعودية، فتقوية هؤلاء لها أضرارها القريبة والبعيدة، والعفو والتسامح وتليين الحبل للانقلابيين ضرر على الأمن القومي الداخلي والخليجي معاً، فأمن الخليج لا يتجزأ، فعاصفة الحزم واحدة تشمل اليمن وتغطي البحرين، حتى لا تضيع جهود التحالف.