+A
A-

تحت غطاء تركي.. إلى أين ينسحب إرهابيو إدلب بـ"أسلحتهم"؟

يترقب الجميع رد فعل المقاتلين المتشددين في محافظة إدلب، بعد توقيع الاتفاق الروسي التركي في ظل سؤال لا يزال يبحث عن إجابة منذ أن بدأت الحكومة السورية في نهاية 2016 تنفيذ اتفاقات إجلاء المعارضة إلى شمال البلاد. "إلى أي مكان سيلجأ إليه الإرهابيون؟".

فإذا لم تستطع جهود موسكو وأنقرة المشتركة أن تفرض الخطة القاضية بانسحاب الجماعات الإرهابية من هناك، سينهار الاتفاق سريعا، وتشن الحكومة السورية هجومها على المحافظة.

وإذا حققت الخطة مساعيها، ستصبح منطقة الشرق الأوسط هدفا محتملا للإرهابيين، الذين يضمن لهم الاتفاق الانسحاب من إدلب بأسلحتهم.

إلا أن الأسئلة من نوعية "كيف سيخرج الإرهابيون من إدلب وإلى أين سيتجهون؟" لغزا تمتلك تركيا فقط إجابته، وذلك بالنظر إلى أن رئيسها رجب طيب أردوغان كان أول وأوحد من تحدث، في ديسمبر الماضي، عن أن عناصر تنظيم داعش الذين خرجوا من مدينة الرقة السورية "أُرسلوا" إلى مصر.

حينها لم يكشف أردوغان مزيدا من التفاصيل بشأن عدد الإرهابيين، الذين انتقلوا لسيناء أو طريقة دخولهم الأراضي المصرية، إلا أن التتبع الدقيق لمغادرة الإرهابيين لإدلب قد يوضح هذه الإشارات.

وقالت جماعات معارضة تصف نفسها بـ"المعتدلة" في سوريا، الخميس، إن لديها ثقة متزايدة في أن خصومها من المتشددين سيلتزمون بشرط مغادرة المنطقة منزوعة السلاح، التي اقترحتها تركيا وروسيا، بموجب اتفاق حال دون تنفيذ الجيش السوري هجوما، بدعم من روسيا.

وفي وقت سابق هذا الشهر توصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق لإنشاء منطقة جديدة منزوعة السلاح في إدلب السورية، يقضي بانسحاب المقاتلين "المتشددين" بحلول منتصف شهر أكتوبر المقبل.

وسيتراوح عمق المنطقة منزوعة السلاح، التي اتفقت عليها تركيا وروسيا بين 15 و20 كيلومترا ستمتد على طول خط الاتصال بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية، وستقوم قوات تركية وروسية بدوريات فيها.

ويحسم نجاح الاتفاق موقف أقوى مجموعة إرهابية في إدلب، وهي تحالف تحرير الشام، الذي يضم جماعات مؤلفة من مقاتلين سوريين وأجانب، وتهيمن عليه جبهة النصرة التي كانت تابعة للقاعدة.

إشارات سرية لتركيا

وذكرت مصادر عدة من المعارضة أن المقاتلين سواء من الجماعات المتشددة أو المعتدلة لم يبدأوا الانسحاب بعد.

لكن مسؤولا كبيرا بالمعارضة السورية قال لـ"رويترز" إن هيئة تحرير الشام بعثت بإشارات سرية إلى الجيش التركي، من خلال أطراف ثالثة، في الأيام القليلة الماضية، لتوصيل رسالة مفادها أنها ستلتزم بالاتفاق.

وذكر مسؤول المعارضة، الذي أطلعه مسؤولون أتراك على الأمر، وطلب عدم نشر اسمه لحساسية الموضوع أن "الأمور تسير بشكل جيد، وهيئة تحرير الشام وعدت مبدئيا بتنفيذ الاتفاق دون إعلان الموافقة".

أين يذهبون "بأسلحتهم"؟

وتوقع مسؤول كبير آخر بالمعارضة أن تنفذ هيئة تحرير الشام الاتفاق، وقال إنه لا يرى تهديدا باندلاع مواجهة لأن الاتفاق لا يسعى لإجبار الإرهابيين على تسليم أسلحتهم.

وقال المعارض البارز، أحمد طعمة، الذي قاد وفد مقاتلي المعارضة السورية في المحادثات التي جرت برعاية روسيا في عاصمة كازاخستان: "أرى أن الأمور ستكون وفق الاتفاق بحلول المدة الزمنية المقررة".

ولتركيا 12 موقعا عسكريا في منطقة إدلب، وأعلنت في أكتوبر الماضي أنها ستعزل "الجماعات الإرهابية" عن "مقاتلي المعارضة المعتدلين" هناك.

لكن بعد مرور نحو عام لم يتحقق تقدم يذكر في هذا الصدد، ويقول محللون إنه لم يتضح كيف سيغير الاتفاق مع موسكو الصورة.

وصنفت تركيا تحالف تحرير الشام منظمة إرهابية الشهر الماضي، لكن ثمة مؤشرات على أن تركيا وتحرير الشام قد يتعاونان على الأرض، بالنظر إلى السهولة التي تمر بها القوافل التركية عبر إدلب.

وكان مبعوث الأمم المتحدة في سوريا، ستافان دي ميستورا، قال إنه يعتقد أن هناك نحو 10 آلاف من مقاتلي النصرة في إدلب، إضافة إلى جماعات وفصائل تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر، وبدعم من تركيا انضوت هذه المجموعات تحت لواء "الجبهة الوطنية للتحرير".

وكر الإرهابيين

وذكر مصدر كبير آخر في المعارضة أن المخابرات التركية تجري مساعي مستترة منذ شهور تنصب على الفصل بين أقلية من المتشددين الأجانب في هيئة تحرير الشام والغالبية من أعضائها السوريين الذين يمكن إعادة تأهيلهم في نهاية المطاف.

وأضاف المصدر أن توجيه ضربات دقيقة سيساعد في التعامل مع الإرهابييم الأجانب، الذين يستخدم الجيش السوري وروسيا وجودهم ذريعة للهجوم على إدلب باعتبارها "وكرا للإرهابيين".

من جانبه، قال الرئيس التركي، في مقابلة مع رويترز، الثلاثاء، إن انسحاب "الجماعات المتشددة" بدأ بالفعل.