+A
A-

"الشارقة للراوي" يبحث مسيرة أنيسة فخرو بحفظ التراث البحريني

بحثت ندوة في ملتقى الشارقة الدولي للراوي مسيرة الدكتورة الروائية أنيسة فخرو، وإصداراتها المتنوعة، وجهودها في عالم التراث، ومسيرتها في حفظ وتوثيق التراث البحريني.

وأدار الندوة الدكتور عادل الكسادي، وشارك فيها بالإضافة إلى الدكتورة فخرو، غسان يوسف، فاطمة يوسف، منصور سرحان. واستعرضت الندوة التي جاءت بعنوان: أنيسة فخرو، عطاء وثراء، تجربة الدكتورة فخرو في الحكايات الشعبية من خلال كتابها "حزاوي أمي شيخة أحلام الطفولة".

وقالت فخرو، إن كتابها "حزاوي أمي شيخة أحلام الطفولة" يحوي 100 حكاية موثقة، وتشكل جزءاً من النسيج الاجتماعي والثقافي والاقتصادي الذي كان سائداً في البحرين منذ القدم.

ولفتت إلى أن الراوي الأصلي في كتابها هو جدتها الحاجة شيخة بنت راشد بنت بو راشد عبدالملك، رحمها الله، التي استقت منها مختلف القصص والحكايات عن جدها الحاج الشيخ يعقوب بن يوسف بن محمد بن عبدالملك، رحمه الله، الذي كان يعمل وقتها في التجارة وتنقل كثيراً بين الهند والعراق وسلطنة عمان وشرق آسيا بحثاً عن الأخشاب.

وأضافت أن كلمة حزاوي تعني التخمين وتقدير الشيء، وفيها نوع من الوعي والإرشاد، ولفتت إلى أسلوب البساطة في سرد الحكايات الشعبية في كتابها، حيث يؤشر ذلك إلى سهولة إيصالها إلى الكبار والصغار بأسلوب السهل الممتنع، مع الحفاظ على مضمونها وهضم واستخراج المقصد من الحكاية.

وتطرقت في كتابها إلى موقع المرأة في حكاياتها، من حيث أنها كانت مميزة وتحظى بحضور كبير، في حين أن أغلب الحكايات كانت تثبت مكانة الأم وأهميتها، تماماً كما هو حال اللغة العربية وموقعها المهم بين أوساط المجتمع البحريني في تلك الفترة، واعتبار العربية الجذر الرئيسي الذي تنهل منه كل اللهجات.

كما عددت البيئات الصحراوية والقروية والمدنية التي شكلت مصدراً للحكايات الشعبية.

ويتضمن كتاب الدكتورة فخرو 120 لوحة تعبر عن الحكايات السردية رسمت من قبل فنانين متمرسين، مصنفةً إياه ضمن الدراسات الأنثروبولوجية، علماً أن المحرك الأساس للقصص حسب قولها هو الواقع الاجتماعي الذي كان سائداً في تلك الفترة بالبحرين والذي كان يغلب عليه الفقر والعوز، كما هو الحال في استحضار حكاية "إم الروازن".

وفي ختام حديثها تقدمت بالشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، على اهتمامه بالثقافة وكل عناوينها وفروعها، وعلى دعمه السخي واللا محدود للمثقفين وأهل الراوة والباحثين في التراث المادي واللامادي. كما شكرت معهد الشارقة للتراث ممثلاً برئيسها الدكتور عبد العزيز المسلم، على دعوتها وتكريمها لجهدها المخلص والدؤوب في حفظ وتوثيق التراث البحريني والخليجي والعربي، داعيةً إلى أهمية تحويل الحكايات الشعبية إلى مسرحيات ودراما، وترجمتها أيضاً في المناهج الدراسية من باب توسيع الاستفادة.