العدد 3629
الجمعة 21 سبتمبر 2018
banner
المؤهل الأكاديمي أم الخبرة للعمل النيابي؟
الجمعة 21 سبتمبر 2018

ونحن على أبواب الدورة الانتخابية الجديدة، المسألة التي استأثرت باهتمام الأكثرية من المواطنين تتلخص في من هو الأجدر بمنحه الثقة للوصول إلى المجلس، فذاكرتنا لا تزال تحتفظ بمشاهد الأداء بالغ الهزالة للمجلس المنتهية صلاحيته، ولتفادي المزيد من الخسارات فإنّ موضوع مؤهل النائب بات يتصدر الاهتمام، والحقيقة أنّ مؤهلات من ينوي الترشح محل خلاف وجدل لا يراد له أن يحسم، فبينما ترى فئة من النواب أنّ الضرروة تقتضي أن يكون النائب أكاديميا، أي الحصول على المؤهل الجامعي، يرى آخرون أنّ الاطلاع على شتى الثقافات من سياسية واجتماعية وبيئية وخدماتية يعد كافيا بل يغني عن الدراسة الأكاديمية.

طبعا مثل هذا الرأي كان موضع استغراب ودهشة، ذلك أنّه من غير المنطقي أنّ تكون مهمة بحجم نائب برلماني معني بالرقابة والتشريع يكتفى فيها بشرط القراءة والكتابة أو الاطلاع، المطلوب لمن ينوي الترشح للبرلمان أن يكون حائزا على الشهادة الجامعية كحد أدنى، ونختلف مع من يقول إنّ المؤهل الجامعيّ ليس مقياسا يعتد به ولا دليلا على جدارة من يحمله.

آخرون كانت رؤيتهم بأنّه يكفي لمن يخوض المعركة الانتخابية أن يتوفر على الخبرة التراكمية فهذا  الأمر طبقا لرؤيتهم يغني عن الشهادة الأكاديمية، إضافة إلى من يقدر له الفوز بالمقعد النيابيّ سيدخل دورات تدريبية مكثفة وورش عمل لتطوير مهارته في الأداء النيابيّ، ولصقل خبرته البرلمانية فإنه يجب إتاحة الفرص أمامه لزيارة المجالس النيابية في الدول المجاورة.

إنّ وجه الاعتراض على الرأي السابق أنه لكي يتوفر النائب على مثل هذه الخبرات فإنه بحاجة إلى سنوات، وهذه الخبرات يجب أن تسبق قراره الدخول في سباق الانتخابات لا بعد الفوز كما يؤكد أصحاب هذا الرأي، أما المحزن حقيقة أمام كل هذه الأعداد ممن أعلنوا نيتهم الترشح للبرلمان القادم هو أنّ أكثريتهم لا تملك مقومات الترشح، وإزاء مثل هذه الحالة فإنّ أشد ما نخشاه أن نشهد مجلسا نيابيا غير قادر على النهوض بالمهمة المطلوبة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية