العدد 3629
الجمعة 21 سبتمبر 2018
banner
بضعة أسئلة! (1)
الجمعة 21 سبتمبر 2018

لم تكن تكفي رئيس سوريا السابق بشار الأسد أخبار قمة سوتشي الروسية – التركية “السيئة جداً” بالنسبة إليه، حتى اكتمل نهاره بليله من خلال إسقاط دفاعاته الجوية البدائية في عالم اليوم وتقنياته، الطائرة الروسية الآتية إلى قاعدة حميميم، لكن الخبر ليس في عمومياته بل في تفاصيله الغريبة والمرعبة والتي تبدو كأنها آتية من زمن مضى وخصوصاً أيام الحرب العالمية الثانية، وليست حاصلة في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين!

ومن باب غير اختصاصي أو تقني أو عسكري، بل من نافذة المراقبة العمومية، يمكن طرح بعض الأسئلة البسيطة عن قصّة إسقاط الطائرة العسكرية الروسية بركابها الـ 14، بواسطة منظومة صواريخ روسية من الجيل الثاني هي أس – 200.

كيف يمكن لطائرة تابعة للقوى الجوية الروسية، أن لا تلحظ في رادارها وجود طيران حربي أو مدني خلال رحلتها إلى الشمال السوري؟! وقبل وصولها إلى مسافة الـ 35 كيلومتراً عن حميميم؟! وكيف لها أن لا تلحظ بعد ذلك خروج صواريخ أرض – جو باتجاهها، ما كان سيسمح لها بإطلاق مقابل التمويه الحراري المعروف؟!

ثم الأخطر من ذلك، كيف أمكن للمنظومة الدفاعية الجوية في قاعدة حميميم، التي تضم صواريخ أس – 400 الموصوفة بأنها الأحدث من نوعها (في العالم!) والتي مثلما هو معروف، لا تبيعها موسكو بسهولة أبداً، والتي سبّبت الصفقة في شأنها مع أنقرة، توتراً أميركياً وصل إلى عنان السماء وإلى حدّ التهديد بإلغاء تزويد الأتراك بصفقة طائرات حربية حديثة “عقاباً لهم على شططهم الروسي”.

كيف أمكن لتلك المنظومة، أن لا تحذّر الطائرة الآتية من موسكو مسبقاً بوجود “أجسام” غريبة في مدار طيرانها؟! وهي، تلك المنظومة الدفاعية، على ما يقول الخبراء والعلماء والضليعون، قادرة على تغطية مدارات ومجالات تقاس بمئات الكيلومترات، بل أكثر؟!. “المستقبل”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية