+A
A-

المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي يلقي الضوء على مدينة جدّة التاريخية

نظّم المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، في مقرّه بالمنامة، مساء اليوم الثلاثاء الموافق 18 سبتمبر 2018م محاضرة حول مدينة جدّة التاريخية قدّمها الدكتور مشاري النعيم أستاذ النقد المعماري بقسم العمارة بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل.

وفي البداية رحبت الدكتور شادية طوقان مديرة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، نيابة عن معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المركز، بالحضور وبالدكتور النعيم، مشيرة إلى أن هذه المحاضرة هي الثالثة ضمن سلسلة المحاضرات الرامية إلى إلقاء الضوء على المدن العربية المسجلة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو. وأوضحت الدكتورة شادية أن المحاضرة فرصة لإظهار التميز الذي تتمتع به المدينة العربية التاريخية والتي تعد جدّة التاريخية مثالاً هاماً عليها.

وقال الدكتور مشاري النعيم إن المدينة العربية تتمتّع بوحدة بصرية في نسيجها العمراني تتشكل بفعل توليد الأشكال الهندسية من بعضها البعض، موضحا أن ذلك ما تتميز به مدينة جدة التاريخية. وتساءل الدكتور مشاري النعيم حول ما يميز مدينة جدة التاريخية عن بقية المدن العربية، حيث أوضح أنها تتمتع بكثافة عمرانية عالية متنوعة هي نتاج الموقع الاستراتيجي للمدينة وكونها بوابة لمكة المكرمة ومحطة رئيسية للحجاج القادمين من حول العالم، وقال: "جدة هي مدينة مهجّنة، فهي متعددة الثقافات وفيها الكثير من عناصر التراث القادمة من كافة أنحاء العالم فنجد فيها مباني ذات طابع من شمال أفريقيا ومن الشام ومن العراق"، مضيفاً أن سكّان المدينة الذي قدموا من أماكن مختلفة من العالم قرروا التعبير عن ثقافاتهم ولغاتهم البصرية بطريقة خاصة.

وتطرق الدكتور النعيم إلى النمط العمراني لمدينة جدة التاريخية، فأشار إلى أن المدينة تتمتع بنسيج عمراني تلقائي وعفوي يتشابه مع نسيج المدن العربية والإسلامية، موضحاً وجود حارات سكنية في المدينة داخل سور ببوابات تؤدي إلى محاور رئيسية تطل عليها الأسواق والمساجد والمباني العامة. ولمدينة جدة التاريخية أربع بوابات هي باب مكة، باب شريف، باب المدينة وباب الفرضة ولها أيضاً أربع حارات هي الشام، المظلوم، اليمن والبحر.

وفي المحاضرة أيضاً تعرف الحضور على بعض العناصر الأساسية في النسيج العمراني في مدينة جدة التاريخية ومنها المساحات والبراحات التي عملت كملتقى للأهالي في أفراحهم وأعيادهم وسهراتهم، الصهاريج التي خزن فيها الأهالي مياه الأمطار كمصدر أساسي للمياه طوال العام، والمداخل المنكسرة التي هي عبارة عن نظام تخطيط للمساكن بحيث تكون غير متقابلة لدوافع حماية الخصوصية وزيادة مستوى الأمن. كما واستعرض الدكتور مشاري النعيم خصائص عمرانية أخرى للمدينة كالأفاريز التي هي عبارة عن بروزات في أعلى الجدران مخصصة لأغراض الزخرفة، المقرنصات التي استخدمت لتجميل واجهات المباني وأخيراً المنجور الذي هو عبارة عن خشب متعامد اشتهر به أهل الحجاز واستخدم داخل وخارج المباني.

يذكر أن الدكتور مشاري النعيم معماري ومخطط حضري عمل كمشرف عام على مركز التراث العمراني الوطني في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وهو حالياً مستشار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية. عمل خلال العقدين الأخيرين كمستشار وممارس للعديد من المشاريع المعمارية والتخطيطية الكبرى في المملكة كما أنه قام بتحكيم العديد من المشاريع المهمة سواء داخل المملكة أو خارجها. نشر مئات البحوث والدراسات المحكمة والمقالات في مجالات العمارة باللغة العربية والإنجليزية وترجمت له بعض المقالات بلغات أخرى وله مقال أسبوعي منذ العام 1997م في جريدة الرياض.