مهما كانت وجهات نظرنا عن مدى جدوى المجلس النيابي، وإجمالي ما تم تحقيقه منذ 2002 ولغاية الآن، فإن هذه القضية لا علاقة لها البتة بقرار المشاركة في الانتخابات المقبلة والجدل الذي قد يدور، فالمعادلة واضحة المعالم، إن عدم المشاركة سيترك المجال سانحاً لوصول من لا يستحق إلى الكراسي، والأمثلة على ذلك عديدة لديكم بالطبع، بينما المشاركة سواء بالترشح أو التصويت ستسهم بإيصال الأفضل (غالباً) من بين المترشحين، وإن اختلفنا حول موضوع الصلاحيات ومحدودية الرقابة الممنوحة للنواب، وما شابه من قضايا قد تكون موضع نقاش.

انتخابات 2018 ينبغي أن يكون التعاطي معها أكثر نضجاً، مبتعدين بها عن سجالات لا تغني ولا تسمن من جوع، سجالات تضعف المسيرة الديمقراطية التي لابد من استمرارها وتطورها.

الانتخابات في البحرين لها إيجابيات أكثر مما ذكرت، فهي فرصة للنهوض بمستويات العمل النيابي والبلدي، والدفع باتجاه حلحلة الكثير من القضايا التي لا ينبغي التباطؤ بحلها بالوقوف كمتفرجين سلبيين. رغم تحفظي على الرقم الكبير الذي أطلعتنا عليه وسائل الإعلام المختلفة حتى الآن والغايات الحقيقية من كثرة الإقبال على الترشح، ودون الخوض بالتشكيك في النيات، سوى أن كثرة الإقبال على الترشح لها جانبها الإيجابي بعض الشيء، والمحك الحقيقي ــ كما ذكرت في مقال سابق ــ هو قرار الناخبين؛ فاختيار الأكفأ من وجهة نظركم، دون النظر إلى اعتبارات التمييز المنغمسة في الحقد والنكاية، هو ما سيجدي نفعاً؛ لأن الأهم في هذا كله الوطن.

انتخابات 2018 الواعية، انتخابات يجب أن تستثمر أفضل استثمار للنهوض بمستوى النواب المقبلين، المؤمنين بضرورة الارتقاء بالأداء النيابي والبلدي على حد سواء، والساعين إلى تحقيق نماء وتقدم الوطن، لا تحقيق مآرب شخصية، هي أدنى من أن تكون شغلاً شاغلاً لنائب يفترض أن يمثل صوت المواطن.