+A
A-

اعتقالات "تحت جنح الظلام" بالبصرة.. ومطالبة بالمحاسبة

كشفت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق عن قيام قوات تابعة لوزارة الداخلية خلال الأيام القليلة الماضية بحملة اعتقالات عشوائية طالت العشرات من الناشطين الشباب في محافظة البصرة على خلفية الاحتجاجات الأخيرة في المحافظة.

وأعلنت الجمعية في بيان الأحد، أنه بناء على شهادات أدلى بها ناشطون ومواطنون ومصادر خاصة، فإن خلية استخبارات الصقور التابعة لوزارة الداخلية العراقية هي التي تحقق مع الموقوفين، ويتم تعذيبهم لإجبارهم على توقيع إفادات منافية للواقع.

كما كشفت الجمعية أنه تم اعتقال نحو 35 شاباً بظروف غامضة وتم اقتيادهم إلى جهات مجهولة.

إلى ذلك، استنكرت الجمعية التي أعدّت بيانا موقعا من 14 منظمة حقوقية وإنسانية، ما يجري، معتبرة بأنه مخالف للأنظمة الدستورية وحقوق الإنسان.

مداهمات ليلية واعتقال لمقتحمي قنصلية إيران

وأوضحت الجمعية في بيانها بأن القوات الأمنية تداهم المنازل ليلاً وفجراً، وتقتاد الناشطين المدنيين إلى أماكن مجهولة، مضيفة أنها لا تملك إحصائية دقيقة حول أعداد المعتقلين، ولا حتى ظروف اعتقالهم حتى اللحظة.

كما لفت البيان إلى أنه لولا رصاص قيادة عمليات البصرة وقوات سوات "التدخل السريع"، ولولا التعذيب الوحشي في قيادة عمليات البصرة، لم يتفجر الغضب الشعبي الذي قاد إلى حرق مباني الأحزاب والتي تمت السيطرة عليه من قبل المتظاهرين بدعوات التهدئة.

وطالبت المنظمات الحقوقية والإنسانية، رئيس الوزراء ووزير الداخلية بإطلاق سراح الشباب فوراً ودون شرط أو قيد أو تعهد.

كما دعت إلى فتح تحقيق عاجل مع قائد عمليات البصرة وقوات سوات حول سقوط قتلى وجرحى بنيرانهم، فضلا عن التعذيب الوحشي المؤدي للموت في قيادة عمليات البصرة، وهو ما حصل مع الشاب حارث منعثر.

إلى ذلك، قال مصدر قريب من المعتقلين للعربية.نت: "إن عناصر من قوات الرد السريع اعتقلوا الناشطين"، مشيراً إلى أن الاعتقالات تتم من خلال مداهمة منازل الذين شاركوا في التظاهرات، واقتيادهم إلى جهات مجهولة.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه خوفاً من التعقب الأمني، بأن معظم الأشخاص الذين تم اعتقالهم هم من شارك في عملية الدخول إلى القنصلية الإيرانية، وكانوا يطلقون على أنفسهم تيار الجيل الثالث.

وشهدت البصرة الأسبوع الماضي احتجاجات شعبية واسعة تخللتها أعمال عنف راح ضحيتها 16 قتيلا وإصابة أكثر من 45 آخرين. كما شهدت المحافظة الغنية بالنفط، اعتراضات شعبية ضد الفساد ونقص الخدمات الأساسية وتلوث مياه الشرب الذي أدى إلى تسمم نحو 60 ألف مواطن بصري، بحسب مفوضية حقوق الإنسان في العراق.

غضب وتظاهرات

يذكر أن المئات من سكان البصرة، تظاهروا الأحد، للمطالبة بكشف مصير أكثر من ثلاثين متظاهرا اختفوا الخميس الماضي في المحافظة.

ورفع المتظاهرون شعارات تندد بموقف الحكومة تجاه اختفاء المتظاهرين، وطالبوها بضرورة الإسراع في اتخاذ الإجراءات لكشف الجهة التي اختطفتهم.