+A
A-

مؤتمر النفط الثقيل يرسم خارطة الطريق لمستقبل الطاقتين

انعقد مؤتمر ومعرض النفط الثقيل العالمي في يومه الثاني بمشاركة أكثر من 3000 خبير ومتخصص دولي لمناقشة الفرص والتحديات في سلسلة قيمة قطاع النفط الثقيل، وتُعد نسخة عام 2018 من المؤتمر هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط والذي يحتضنها مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض في العاصمة مسقط، كما تشكل إحدى أكبر الفعاليات التي تستقطب رواد وصناع القرار في قطاع النفط الثقيل من جميع أنحاء العالم.
وخلال المؤتمر الاستراتيجي المقام ضمن جدول الأعمال، انعقدت أربعة جلسات تفاعلية كانت أولها تحت عنوان "مشاريع استكشاف وانتاج النفط الثقيل: تغيير استراتيجيات الأعمال وتحقيق نتائج مستدامة"، وأدارها جنيد محي الدين غلام، مدير مركز تطوير الحقول لدى شركة تنمية نفط عُمان. وتضمنت قائمة المتحدثين كل من عدنان اللواتي، نائب رئيس العمليات لدى شركة أوكسيدنتال عُمان، ومروان الشعار، نائب رئيس تطوير المشاريع لدى جلاس بوينت سولار، وبراكاش بردساني، مدير التطوير في الشرق الأوسط (النفط والغاز والبتروكيماويات) بشركة موت ماكدونالد، والدكتور إسماعيل مصطفى، مدير هندسة المكامن بشركة بايكر هيوز.
وصرح مروان الشعار، نائب رئيس تطوير المشاريع لدى جلاس بوينت سولار: "نؤمن بأهمية التكامل المتزايد بين مصادر الطاقتين التقليدية والمتجددة وهو الأمر الذي يتيح لمنتجي النفط الكثير من المزايا والفرص، حيث تُعد الجوانب الاقتصادية المحرك الأساسي لجهود استخدام الطاقة المتجددة في عمليات استخراج النفط إضافة إلى كونها صديقة للبيئة". وأضاف: "لقد برهنت تقنيتنا في جلاس بوينت على نجاحها حيث يتم تطبيقها منذ أعوام في حقول النفط في جميع أنحاء العالم. ومن هنا فإننا مستمرون في الابتكار في كل جزء من هذه التقنية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة منها وفي الوقت ذاته تخفيض التكاليف التشغيلية. كما نتبع أيضاً أفضل الممارسات الحالية بالقطاع ونسعى لتطويرها بما يعزز من مستوى السلامة وسهولة التشغيل".
ومن جانبه، قال بردساني: "سيلعب تكامل تقنيات الاستخلاص المعزز للنفط ومصادر الطاقة المتجددة دوراً مهماً في مستقبل تحول قطاع الطاقة وسيلبي الطلب المتنامي الذي سينتج عن الزيادة السكانية المتوقعة خلال العقدين المقبلين. وبالطبع لن يكون هناك اعتماداً مطلقاً على أحد مصادر الطاقة فقط بل سيحدث التنوع والاندماج بالمستقبل وسنرى تكاملاً حقيقياً بين النفط، والغاز، والفحم، والطاقة المتجددة ".
وقال إسماعيل مصطفى، من شركة بايكر هيوز: "تشهد التقنيات تطوراً كبيراً وملحوظاً، ولذا فدورنا هو مواكبة هذه التطورات وتطبيقها حيث أنها سيكون لها دوراً كبيراً وفاعلاً في قطاع إنتاج النفط الثقيل البحري".
كما ناقش الحضور عدداً من المواضيع التي تضمنت الأبحاث والتطوير، والتحليلات الميدانية، وتأثير القرارات العالمية على قطاع النفط الثقيل، وقال مصطفى أنصاري، خبير الاقتصاد لدى الشركة العربية للاستثمارات البترولية (ابيكورب): "تبذل الدول في منطقة الشرق الأوسط جهودها لمواكبة التغييرات التي تطرأ على الاقتصاد العالمي والتنويع الجاري على صعيدي الطلب المتنامي وخطط التوريد. ومع ذلك، ما يزال النفط يشكل عاملاً مهماً وستواصل دول المنطقة التركيز على الاستثمارات المجدية في قطاع النفط والغاز كونها حجز الزاوية لتحقيق التطور والنمو". وأضاف: "كما أصبح القائمون على قطاع النفط والغاز يدركون ضرورة اللحاق بهذه التطورات والتعامل معها بكل مرونة، ولذا يلزمهم الحفاظ على مستوى التنافسية وفي نفس الوقت التعاون مع القطاع الخاص لتشجيع الاستثمارات مما يمكنهم من الإنتاج وتحقيق الاستدامة على الصعيدين المحلي والدولي".
وعلى صعيد أخر، ناقش الحضور في المؤتمر التقني على عددٍ من المواضيع المهمة مثل الابتكار، والاستخلاص المعزز للنفط، وإدارة البيانات وإنترنت الأشياء، وإدارة المكامن، وعمليات الشق السفلي. ومن المتوقع أن يشهد هذا المؤتمر في يومه الثالث جلسات حوارية تتراوح مدتها بين 20 و90 دقيقة برئاسة عبد العظيم معرفي، باحث أول في مركز أبحاث البترول التابع لمعهد الكويت للأبحاث العلمية، وأوليفر غارنير، معماري الاستخلاص المعزز للنفط بشركة توتال إس إيه، وباسكوالي كابوشيو، مدير الأبحاث والابتكار التقني للإكمال وتعزيز الإنتاج بشركة إيني، وإيريك سيللمان، رئيس الإنتاج في شركة شلمبجير، إضافة إلى إكينجمين لي، مهندس المكامن في شركة بترو-تشينا ليمتد وغيرهم الكثيرين.
وقال جان فيليب كوسيه، نائب الرئيس لقطاع الطاقة لدى دي إم جي للفعاليات، الشركة المنظمة للمؤتمر: "تؤكد النسخة التاسعة من مؤتمر ومعرض النفط الثقيل العالمي دورها كأبرز المنصات العالمية التي تجمع بين الرؤساء التنفيذيين، والرواد والمتخصصين بقطاع النفط الثقيل لتبادل الخبرات ووجهات النظر فيما يتعلق بالأعمال والاستراتيجيات والتقنيات. وإنني أثق أن النجاح الذي نحققه الآن سيشكل حجر الأساس لإعادة تشكيل مستقبل تكامل الطاقة بالمستقبل". وأضاف: "وبالطبع كان من الرائع مشاهدة تفاعل المشاركين بوجهات نظرهم المختلفة والتي ترمي جميعها إلى إيجاد مستقبل مزدهر لهذا القطاع".
وأضاف: "وطالما تشتهر السلطنة بكرم ضيافتها وثقافتها العريقة ونحن نتقدم بجزيل الشكر والامتنان لوزارة النفط والغاز نظير رعايتها الكريمة لنسخة هذا العام وكذلك لقائمة الرعاة على دعمهم المتواصل. فلولا تفانيهم المستمر ما كانت هذه الفعالية لتحقق هذا النجاح الباهر".
ومن المقرر أن يستمر المعرض حتى الخامس من شهر سبتمبر الجاري حيث يشهد استعراض أفضل التقنيات والمنتجات والخدمات في قطاع النفط الثقيل من قبل عددٍ من شركات النفط الوطنية، وشركات النفط الدولية وموفري الخدمات التقنية.
وقال يعقوب الهطالي، أحد العارضين خلال المؤتمر، والشريك والمدير العام بشركة نكست سيرف: "نستخدم تقنيات استباقية في عددٍ من القطاعات مثل النفط والغاز حيث تقوم بتوقع الأعطال المستقبلية بالماكينات والمعدات. وبالتأكيد فإن مشاركتنا في هذه المعرض المصاحب للمؤتمر ستتيح لنا الكثير من الفرص لتعريف الخبراء والرواد بهذه التقنية الجديدة، كونها حديثة العهد بالقطاع، إضافة إلى زيادة مستوى الثقة في جدوى استخدامها".
أما شروق بنت هلال الهنائية، إحدى زائرات المؤتمر، فقالت: "أعمل كمهندسة كيميائية وأبحث عن وظيفة في هذا القطاع، فأنا أثق أن يزخر بالفرص الوظيفية والمهنية. وهذه هي المرة الأولى التي أشارك في مؤتمر بهذا الثقل حيث أريد التعرف أكثر على مستقبل النفط الثقيل ودوره المتزايد في تطور ونمو قطاع النفط والغاز بأكمله".
جديرٌ بالذكر أن نسخة هذا العام من مؤتمر ومعرض النفط الثقيل العالمي تأتي برعاية وزارة النفط والغاز، وشركة تنمية نفط عُمان، وبدعمٍ من شركة إيني، الراعي البلاتيني، وشركة أوكسيدنتال عُمان، الراعي الذهبي. وتضم قائمة رعاة المؤتمر شركة جلاس بوينت سولار، وشركة ورلي بارسونز، بالإضافة إلى وزارة السياحة العُمانية، وبوابة الأعمال الدولية كشريك للقيمة المحلية المُضافة، والطيران العُماني، وعُمان هوليديز، كشركاء السفر الرسميين لهذه الفعالية العالمية.