+A
A-

غوميز.. شعر بـ"الخجل" بسبب جهله.. و"الإغماء" حالة مبهمة

يعاني معظم اللاعبين من ظروف تمنعهم من إكمال دراستهم، إلا أن اللاعب الفرنسي بافيتيمبي غوميز عاد بعد عقد من الزمان إلى مقاعد الدراسة، بعدما دفعته الظروف الأسرية إلى مغادرة المدرسة في سن باكرة، كما يعاني المهاجم العملاق من حالة مرضية تدعى بالإغماء الوعائي المبهم، لكنه لا يشكل خطورة على مسيرته الرياضية ولا يمنعه من ممارسة كرة القدم.

وأعلن سامي الجابر رئيس الهلال يوم الخميس اتفاق ناديه بطل السوبر السعودي على كأس الهيئة العامة للرياضة مع المهاجم الفرنسي لينضم إلى صفوف الفريق الموسم القادم.

ويعود سبب إصراره على إكمال مسيرته التعليمية، بالرغم من أنه أصبح لاعبا محترفا ، إلى أنه شعر بالخجل عقب أول مقابلة إعلامية له، ولم يتمكن خلالها من التعبير بشكل جيد.

وكانت الظروف المادية السيئة أجبرت بافيتيمبي غوميز إلى مغادرة المقاعد الدراسية والتركيز على كرة القدم، لمساعدة أسرته ودفع مصاريف العائلة التي تضم 10 أطفال بجانب الوالدين.

وهو ما منحه قدرا كبيرا من المسؤولية في صغره، لاسيما وأنه اضطر لمساعدة والده عندما كان في سانت اتيان، بعد خروجه من المدرسة وهو في سن الـ15 عاما، حيث لم يتمكن والده الذي كان يعمل في الأشغال العامة من إعالة كافة أفراد الأسرة.

وقال صاحب الـ"33 عاما" : كنت أكسب المال أكثر مما هو عليه في المدرسة، لذلك قررت ترك الدراسة ومن الصعب شرح أضرار ذلك لطفل يبلغ 15 عاما من والد لا يتمكن من توفير احتياجات أسرته.

وأكد أنه شعر بالخجل بعد فشله في إكمال تعليمه، قبل أن يستأنف دراسته بعد 10 سنوات من الفترة التي اضطر فيها للخروج من المدرسة، وذلك لأنه يريد أن يكون أكثر من مجرد لاعب كرة قدم.

وكان حلمه الأول وهدفه الوحيد هو شراء منزل لأسرته، وهو ما حققه بعد التوقيع مع سانت إتيان الفرنسي، لكنه استغرق بعض الوقت من أجل إعادة التركيز في أموره الأساسية والتي من ضمنها العودة للجانب التعليمي.

وتولد ذلك الشعور لدى اللاعب الفرنسي، والذي جعله يعود إلى مقاعد الدراسة، بعدما واجهته صعوبة في التعبير عن نفسه في أول مقابلة إعلامية أجراها عقب احترافه اللعبة.

لكنه أشار إلى أنه يتفهم موقف والده بالرغم من الظروف التي عاشها، خصوصا وأنه منحه فرصة أن يولد في فرنسا، بعدما ترعرع مع والديه في إفريقيا، وقال: لم يكن بإمكان والدي الذهاب إلى المدرسة في إفريقيا، وكان عليه أن يعمل لمساعدة الأسرة، لذلك لم يهتم بالجانب الأكاديمي الخاص بي، ولم يستطع أن يراجع معي الدروس.

وعانى غوميز من حالات إغماء في عدة مباريات لعبها بجانب تدريبات سابقة مع المنتخب الفرنسي، وتم تشخيص حالته بإغماء وعائي مبهمي ويدعى المرض كذلك بالإغماء الشائع أو الإغماء القلبي العصبي وهو واحد من أكثر الأسباب شيوعا للإغماء. وهي حالة ينعدم بها التوازن و بعد انتهاء نوبة الإغماء يشعر المصاب بالإعياء لكنه لا يكون مشوش الذهن.

وكان غاري مونك مدير سوانسي الإنجليزي أكد في تصريحات سابقة، أنه يعاني من حالة مزمنة وهو أمر عاشه غوميز طوال حياته، لكن الخطر الوحيد المرتبط بحالته هو الضرر الذي يمكن أن يسببه الإغماء نفسه مثل ضرب الرأس بالأرض بقوة.

وأضاف: عانى من الإغماء عدة مرات، بسبب انخفاض مفاجئ في معدل ضربات القلب وضغط الدم، وهذا يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، ما يؤدي إلى الإغماء.

بينما قال طبيب غلطة سراي إن النادي التركي يمتلك فحوصات طبية للاعب من فرنسا وبريطانيا، تثبت أن اللاعب معرض للإغماء في أي وقت وهذا وضعه الطبيعي، وقال: لم يتم الكشف عن أمراض القلب التي تمنع اللاعبين من كرة القدم، ويمكن أن يعاني من الإغماء مع فقدان قصير للوعي.

وبدأ اللاعب ذو الأصول السنغالية مشواره الاحترافي في 2003 مع سانت اتيان الفرنسي، قبل انتقاله إلى ليون في 2009، ومن ثم خاض تجربة مع سوانسي في الدوري الإنجليزي الممتاز 2014، وعاد إلى فرنسا في 2016 ولعب لمارسيليا، قبل انضمامه إلى غلطة سراي في 2017، وسبق وتلقى الدعوة في 13 مناسبة للمنتخب الفرنسي خلال الفترة من 2008 حتى 2013.