أكاد أجزم بأن البحرينيين قفزت إلى أذهانهم بعض من مشاهد المسلسل التاريخي الكويتي “درب الزلق” وتحديدا حينما باع “حسينوه” لحم الكلاب على الناس، وهم يشاهدون الفيديو المنتشر لما يعتقد بأن إحدى الملاحم في دمستان تبيع لحم الكلاب على عملائها.

وحسنا فعلت وزارة الداخلية في تجاوبها السريع مع الحدث من خلال إجراء تحقيقاتها مع العامل الذي كانت تعابير وجهه مملوءة بالارتباك ورفضه طلب المصور الكشف عما بداخل الكيس، الأمر الذي عزز المخاوف بأن أمرا مريبا فعلا يحدث داخل الملحمة المشبوهة.

كان هناك سؤال تفاعلي نشرته إحدى صفحات “الانستغرام” عما إذا كان المتابعون يؤيدون أو يرفضون ما قام به المصور من عدم استئذان صاحب المحل، وأنا أجيب بسن قاطع “نعم”، ذلك أن حياة وسلامة الآخرين خط أحمر، ولن احتاج إلى إذن من أحد إذا تعلق الأمر بوضع حياة أناس بريئين على المقصلة.

وحقيقة الأمر يستحق من نشر المحتوى المكافأة، ذلك أنه تحلى بشجاعة وروحا وطنية صادقة في التصدي لشكوك راودته بشأن منتجات كادت تودي بحياة الآخرين، ومعرضا نفسه كذلك للخطر وهو يواجه فئة عمالية مشهودا لها بالعنف والإجرام.

دمستان دقت ناقوس الخطر في تعرض مناطق أخرى مجاورة أو حتى بعيدة للخطر ذاته، وهنا لابد من إعطاء الضوء الأخضر من الجهات المختصة للمواطنين ومن تهمهم المصلحة العامة في تعقب شحنات اللحوم المشبوهة في المحلات، ذلك أنه يندرج في إطار المسؤولية المشتركة.