+A
A-

تخرجت على يدي أجيال من الشباب في البحرين ودول الخليج

ليس فنانًا شعبيًّا وأسطورة العزف على آلة "الصرناي" في البحرين ودول الخليج كما يطلقون عليه فحسب، وإنما هو رسام ونحات وصانع ماهر للآلات الموسيقية الشعبية بمختلفها مثل "الطبل والمرواس والطمبورة والجربة والصرناي وغيرها، فنان متعدد المواهب بالفطرة ومن أهم الرواد الذين أفنوا حياتهم في المحافظة على التراث البحريني الأصيل وصونه.. إنه الفنان الشامل سامي المالود الذي يعمل حاليًّا في مركز الجسرة للحرفيين، يصنع وينحت ويرسم كخبير محترف.

"البلاد" زارت الفنان المالود في مركز الجسرة للحرفيين وسجلت معه هذا اللقاء:

حدثنا عن تاريخ آلة "الصرناي".
آلة الصرناي وصلت إلى البحرين عن طريق الأشقاء العمانيين الذين جلبوها من زنجبار وتحديدًا الساحل الشرقي من افريقيا، وصلت الآلة معهم عندما كانوا يشتغلون في البحرين قديمًا إضافة إلى بعض فنونهم مثل فن "السوما" ولكن البحرينيون أخذوا منهم فقط فن "الليوه" الذي تدخل فيه الآلة الرئيسية الصرناي.

أين تكمن الصعوبة في العزف على آلة الصرناي؟
لا يوجد شيء صعب. فإذا أراد الإنسان أن يتعلم أمرًا ما فسيتعلم وسيبدع، أما عن الآلة نفسها فيمكنني القول ربما تكمن الصعوبة في "القلاب...أو يواصل الهواء" كما نحن نسميه.. وهذا الأمر يدرس أيضًا في المعاهد التي يتعلم فيها الطلبة "الساكسفون" وغيرها من آلات النفخ.

أنت متعدد المواهب، ولكن بالتأكيد قلبك يميل أكثر لهواية معينة..فما هي؟

خطي الأول وميداني هو العزف على آلة "الصرناي". فبدأت معها منذ أن كنت صغيرًا ولازلت، كما أنني أقوم بصناعتها، أما الرسم والنحت فهي هواية منذ أيام الدراسة وصناعة آلات الطرب والفنون الشعبية تعلمتها من "الناس لكبار لوّليين".

هل هناك إقبال من الأشقاء الخليجيين والسياح الأجانب على مثل هذه الهدايا؟

طبعًا.. فمركز الجسرة للحرف اليدوية مركز نشط ويحظى باهتمام خاص من الدولة منذ سنوات طويلة..منذ أن كان المبنى في المحرق، أما المبنى الحالي فكما تشاهده مصمم على أرقى المستويات وفيه أجنحة لكل الحرف اليدوية ويزوره باستمرار السائح الخليجي والأجنبي والعربي وطلبة المدارس لاقتناء هذه النوعية من الهدايا.

هل صحيح أن أول "صرناي" اقتنيته كان من مبلغ "العيدية" وأنت في سن الرابعة عشرة؟

نعم.. ففي ذلك الوقت كان من الصعوبة على طالب أن يشتري آلة الصرناي، فقررت أن أستقطع من مصروف المدرسة والعيدية لشرائها، وبالفعل اشتريت أول صرناي من جارنا المرحوم عبدالله المير، والطريف في الموضوع أن الأهل عندما عرفوا بالأمر...أرادوا كسر الصرناي على رأسي.

كيف كانت علاقتك بالفنان كافور مبارك رحمه الله؟

الله يرحمه...كان أستاذي ومعلمي وهناك الكثير من الفنانين الذين تعلموا على يده، منهم ابن شقيقته خميس بن صقر، وتعرفت عليه عن طريق عبدالله المير وكان يعلمني "الصرناي" و"العود" في مجلس المير.

نعود إلى الرسم...أقرب لوحة إلى قلب سامي المالود؟

رسمت شخصيتين من الحد هما يوسف الحدي رحمه الله، وبوداوود سلمان. فالحدي كان شخصية معروفة في الحد، وعرف عنه القيام بكافة الخدمات "للفرجان" على أيام الغوص كشراء "الماجلة" وغيرها من الخدمات، أما بوداوود فكان ينزل إلى البحر في الشتاء لجمع "اليرييد" ومن ثم ينظفه ويبيعه للعرشان.
جمعت الشخصيتين في لوحة وحصلت على الجائزة الأولى في معرض الأندية ممثلاً عن نادي القادسية آنذاك في العام 1975، وبإطراء من الفنان القدير عبدالله المحرقي.

هل هناك شباب يقبل على ممارسة الفنون الشعبية وكذلك صناعة الآلات والحرف اليدوية؟

بالنسبة للفنون الشعبية فالله الحمد تخرجت على يدي أجيال من الشباب في البحرين ودول الخليج، وهناك من قام بتأسيس فرق شعبية وأصبحوا منافسين لي، وهذا الأمر يسعدني كثيرًا، فحين ترى البذرة التي زرعتها تنمو وتكبر فهذا شعور يبعث على الفخر والسعادة، ولا زلت أدرّس وأعلّم وقلبي مفتوح لأي أحد. فعلى الأقل وبعد رحيلي سيكون هناك جيل يحمل الراية ويحافظ على تراثنا وتاريخنا. أما عن صناعة الآلات الموسيقية الشعبية والحرف اليدوية فالمؤكد هناك شباب يهتم بهذا الميدان الثري.

أنشطة فرقة سامي المالود؟

فرقتنا تندرج تحت مظلة هيئة الثقافة والآثار ونشارك في جميع الحفلات التي تقيمها الدولة مثل حفلات العيد الوطني وبقية المناسبات، إضافة إلى حفلات خارج البحرين والأعراس