+A
A-

هل تنقذ مليارات قطر الليرة التركية من معاودة الانهيار؟

رغم تحسن تحركات الليرة التركية مؤخرا بعد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة والبنك المركزي، إلا أن الخبراء لا زالوا يرون أن هذا التماسك مؤقت وسرعان ما ستتراجع مجددا إلى مستويات الـ7 وربما 8 ليرات مقابل الدولار.

البعض يستند ربما إى الدعم غير المباشر الذي قدمته قطر عبر أميرها زار تركيا أمس والتقى أردوغان حيث تعهد بضخ 15 مليار دولار استثمارات مباشرة في تركيا، وهذا ما لا يراه المحللون أنه سيوقف تدهور الليرة التي ستكمل مشوار هبوطها إلى مستويات قياسية جديدة.

ويعتبر رفم الاستثمارات القطرية في تركيا قليل جدا مقارنة مع حجم الأزمة التي تمر بها الليرة، وحجم الديون بالعملات الأجنبية على الحكومة أو البنوك ومؤسسات القطاع الخاص.

المدير التنفيذي لشركة انترماركت استراتيجي أشرف العايدي، يرى أن الدعم القطري لتركيا مفعزله مؤقت ولن يفلح في مساعدة تركيا بشكل كبير في الخروج من أزمة هبوط الليرة.

فقد قدمت قطر 15 مليار دولار استثمارات مباشرة، وهي استثمارات وليست سيولة ودعم مباشر، فيما لا تزال مشكلة تركيا تكمن في ارتفاع مستوى الديون وتدخلات أردوغان في رسم السياسة النقدية وهي من سلطات البنك المركزي، ورفضه رفع أسعار الفائدة.

وقال العايدي "هذا العام ممكن أن تصل الليرة التركية إلى 7 أو 8 ليرات مقابل الدولار".

ورأى أن تركيا وعملات الأسواق الناشئة ستواجه مزيدا من الضغط مع تواصل ارتفاع الدولار، وحينما يقوم البنك المركزي الأميركي برفع أسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل فإن الضغوط على الليرة ستزيد.

وقال العايدي لـ"العربية نت" إن "الـ 15 مليار دولار تكفي لكسب ثقة السوق مؤقتا ليس أكثر من ذالك. جزء من المشكلة موجود في ارتفاع الدولار".

وصعدت الليرة، التي انخفضت 34 %، مقابل الدولار هذا العام، إلى 5.7500 للدولار بحلول الساعة 07:22 بالمقارنة مع مستوى إغلاق عند 5.95.

ويصل حجم الديون الخارجية بالدولار إلى 53% من الناتج المحلي الإجمالي لتركيا، وودائع القطاع غير البنكي بالدولار أقل من المديونيات، والفرق بين ودائع القطاع غير البنكي مقارنة بالانكشاف أو القروض والالتزامات حوالي 200 مليار دولار.

وخلال الـ12 شهراً القادمة، مطلوب من القطاع الخاص غير المالي سداد ديون أو إعادة تمويل قروض بـ 66 مليار دولار، ومطلوب من البنوك والقطاع المالي سداد 76 مليار دولار.

كما أن 67% من إجمالي الديون للحكومة أو القطاع الخاص ديون خارجية، وهذا سيعزز من الطلب على الدولار والعملات الأجنبية، وديون الحكومة 95 مليار دولار.