+A
A-

أشهر الكتب التي أحدثت جدلا كبيرا وقت صدروها

إذا كان هناك ما يشبه الاتفاق على الأساليب التي تجعل ألوانا معينة من التعبير مستحقة لصفة الأدب ، فإن الأمر مختلف جدا بالنسبة لمادة الأدب ومحتواه ، وبالتالي لرسالته كلها . وعلى مر التاريخ خرجت كتب استلهمت العقل في كل حركة وسكنه ، ورفعت ألوية الإصلاح  وهيستريا البحث عن الحرية والحقيقة كما كان يتصور مؤلفيها .كتب التصقت بعجيج المجتمع وضجيجه ولكنها في الوقت نفسه أثارت جدلا كبيرا واعتبرها البعض خروجا عن روح التهذيب والأعراف وتسخر من القيم وتعمل على التحريض.

في هذا التقرير حاولنا ان نسلط الضوء على أهم الكتب التي اعتبرت خارج قافلة الحياة وأثارت جدلا وقت صدروها وتطرقت إلى أزمة الوجود الإنساني وكانت أشبه باللهب والروح المسمومة في نظر الكثير من الباحثين.

" نقد الفكر الديني "

هذا الكتاب لصادق جلال العظم والتي صدرت طبعته الأولى في العام 1969 احدث ضجة كبيرة في ذلك الوقت ولازال يعتبر من أجرأ الكتب التي غاصت في قراءة ونقد جميع جوانب المجتمع العربي وتقاليده نقدا عمليا علمانيا صارما وتحليلها تحليلا عميقا نفاذا ، حيث كان نادرا مايقوم الفكر العربي بالتصدي الصريح للبنى الفكرية وللايديلوجية الغيبية السائدة في المجتمع ، لان اقتحام هذا المجال يمس أكثر المناطق حساسية في المجتمع العربي .

كتاب عبارة عن سلسلة دراسات نقدية للفكر الديني ومحاولة جريئة قام بها العظم جعلته في قفص الاتهام ، حيث تمت محاكمته مع الناشر في 17 ديسمبر العام 1969 وجاءت في لائحة الاتهام تطرقه إلى الأديان السماوية عامة والدين الإسلامي خاصة .

"مصير البشرية"

كتاب ليكونت دي نوي صدرت طبعته الثالثة في العام 1963 وهو كتاب يحتوي على نظريات مفزعة عن تطور البشر ، ومكان الإنسان الحقيقي في هذا العالم ، ومعنى وجوده على سطح الكرة الأرضية ، واعتبر حينها انه الكتاب القادر على إحداث تغيرا كليا في التفكير العلمي .

الكتاب يناقش بقوة وبشدة النظرية المادية على ضوء التطور والنظريات الفيزيائية الحديثة، ويبحث نظرية " الصدفة"في وجود الإنسان ، والحياة  حيث كان يمكن ان لاتوجد  قطعا على سطح الكرة الأرضية ، ويعارض النظرية المادية معارضة شديدة لان العلم قدم الأدلة المقنعة الكافية على تاريخ الحياة البشرية التي يجب ان ترتفع عن النظرية المادية. علما بأن هذا الكتاب بيعت منه مليون نسخة وترجم إلى 12 لغة حية وبيع منه عشرات ألاف النسخ في كل لغة ، والمؤلف دي نوي  ألف سبعة كتب في الفلسفة والعلوم يعد أكثرها من أمهات الكتب العالمية ونال عليها جائزة ارنولد دي موند عام 1944 وصنف الكتاب كواحد من خير الكتب العلمية التي صدرت في النصف الأول من القرن العشرين

" تكوين العقل الحديث "

صدر هذا الكتاب القيم في العام 1966 لجون هرمان راندال ويتحدث في مجمله وأجزاءه عن حقبة من هذا التاريخ ..تاريخ الإنسانية الفكري...وعن أثرها في تطور المجتمع الإنساني على الأجيال إلى عصرنا الحديث. وهو بمثابة محاولة جريئة جديرة بالتقدير وجدارتها أكثر وضوحا في نظر الذين يعتقدون عن إيمان ان تاريخ  الإنسانية يتلخص في تطور فكرها ، لان هذا التطور هو المتصل على الزمان وكل حلقة من سلسلته باقية إلى اليوم قيد البحث والتمحيص من جانب العلماء والمفكرين ومن يعتقدون ان مصير الإنسانية رهن في النهاية بمصير العقل الإنساني .

" ما بعد اللامنتمي"

في هذا الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى في العام 1965 يواصل الكاتب الانجليزي الرائع كولن ولسون ما كتبه في كتابه الأول " اللامنتمي " والذي خط فيه مذهبا فلسفيا جديدا في الحياة ، فهو يشرح فلسفة الوجودية الجديدة التي يدعو إليها وتحليل دقيق ونقد عميق لكبار الفلاسفة من وايتهيد الى هوسرل إلى سارتر ، ويتضمن رؤية جديدة للعالم ومفهوما جديدا للفسلفة ، في المجالين النظري والتطبيقي معا.

"هكذا تكلم زرادشت"

أشهر كتب الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه والذي عرفت فلسفته بفلسفة العنف ، فلا رحمة للضعيف في عرفه كما يقول زارا ، وعلى الأقوياء " الراقون"ان يحكموا ..بمثل هذه الآراء الغريبة العنيفة معا ، يطالعنا " زرادشت"بعد ان يجتمع الراقون في غارة فيتحدث إلى العراف الساخر والكاهن ونسره .

كان نيتشه رسول فلسفة القوة ، وظل محل إعجاب الكثيرين من أبناء عصره.

" المتمرد"

كتاب صدر العام 1951 للفيلسوف الفرنسي  الثائر ألبير كامو وفيه قراءات لفلسفته القائمة على التمرد بكافة أشكاله ، وقد جذبت آراءه الكثير من الشباب حول العالم كما حققت رواياته شهرة واسعة ومن أهمها رواية " الطاعون".

" في الشعر الجاهلي"

أثار هذا الكتاب لطه حسين معارضة شديدة لأنه يقدم أسلوباً نقدياً جديداً للغة العربية وآدابها. يخالف الأسلوب النقدى القديم المتوارث. هذه المعارضة قادها رجال الأزهر، واتهم طه حسين في إيمانه، وسحب الكتاب من الأسواق لتعديل بعض أجزائه. وقامت وزارة إسماعيل صدقى باشا عام 1932م بفصله من الجامعة كرئيس لكلية الآداب. فاحتج على ذلك رئيس الجامعة أحمد لطفي السيد، وقدم استقالته. ولم يعد طه حسين إلى منصبه إلا عندما تقلد الوفد الحكم عام 1936م