+A
A-

محمد زهير: إرث الراحل الطيب الصديقي حاضرا دائما معنا

عرضت مسرحية "مقامات بديع الزمان الهمذاني" مساء الخميس الماضي في الصالة الثقافية بالجفير، ضمن فعاليات صيف البحرين التي تنظمها هيئة البحرين للثقافة والآثار. وأقيمت بالتعاون مع سفارة المملكة المغربية، وشهدت حضورا جماهيريا حاشدا.

وروّت المسرحية التي أخرجها الممثل والكاتب المسرحي المغربي محمد زهير، حكايات مليئة بالحكمة والبلاغة من مقامات الهمذاني، في قالب فكاهي تخلله الشعر والغناء بلغة دمجت بين العربية الفصحى واللهجة العامية المغربية.
الجدير ذكره أن هذه المسرحية المغربية المعاصرة التي يعود تاريخ عرضها لعام 1938، والذي صاغها الفنان الراحل الطيب الصديقي في شكل مسرحي جديد، ما زالت تحتفظ لليوم بزخمها محليا وعربيا.


ومن يشاهد المسرحية لا يتوقع قدمها لما تقدمه من محتوى إبداعي لافت يمزج بين الأصالة والمعاصرة، فهي ما زالت تحتفظ لليوم ببريقها الجذاب الذي صاغه الصديقي. "مسافات البلاد" التقت بمخرجها الممثل والكاتب المسرحي محمد زهير وكان هذا اللقاء:
ماذا تمثل هذه المسرحية بالنسبة للمسرح المغربي؟
مسرحية "مقامات بديع الزمان الهمذاني " هي من المسرح المغربي المعاصر لأن بطلها الذي كتبها هو من المعاصرين، وهي معاصرة من ناحية شكلها المسرحي الجديد، وبصرف النظر عن كونها استقيت من المقامات التي كتبها بديع الزمان الهمذاني في القرن العاشر إلا أنها تعتبر عصرية لأن المشاكل التي تحدث عنها الهمذاني في مقاماته هي نفسها المشاكل التي نعايشها حاليا في المغرب وبعض الدول العربية، وتسلط المسرحية الضوء على الحالة الإجتماعية التي كانت سائدة في تلك الفترة، وكذلك على الحرفيين، الشحاتين، الكادحين، ولأن الأدب كان مزدهرا ومنفتحا جدا آنذاك كانت لغتهم جميلة جدا، ولكن حاليا نحن نشهد تراجعا لحد ما في هذا الإنفتاح، ولكن حاولنا في مسرحيتنا وضمن إطار الشكل المرح والكوميدي الذي اخترناه أن لا يكون الكلام صعبا جدا، فأخترنا أن يكون الكلام ممزوجا باللغة العربية الفصحى واللهجة المغربية العامية لأن الشكل يلعب دورا كبيرا في إيصال المحتوى.
رغم قدم المسرحية ما زالت تحتفظ ببريقها فما السر بذلك؟
هي تحتفظ ببريقها لأن المشاكل التي تطرقت إليها هي إلى حد ما نفسها التي نعيشها حاليا، فيعني كان هناك شيئا مهما في تلك الفترة وهو الأدب الذي كان أدبا مسرحيا إلى حد ما، ففي مقامات بديع الزمان الهمذاني كان النص مسرحيا وهذا الرهان الذي لعبنا عليه، ونحن كعرب يمكن أن نستقي من الجاحظ، ومن بديع الزمان الهمذاني ونصوص عديدة أخرى، فهذا هو الرهان لأن هذا المسرح قريب لنا ويعبر عن مشاعرنا ومشاكلنا.
ماذا يعني لك المسرحي الراحل الطيب الصديقي؟
أفتخر أني عملت معه فترة طويلة جدا، فأنا كنت مساعد مخرج أول معه لمدة طويلة جدا، واشتغلت معه في المقامة التي أخرجها هو في الثمانينات والتسعينات، واشتغلت معه أيضا في التسعينات في إخراج آخر، وكممثل وكمساعد مخرج في طبيعة الحال، ومن المعروف في المغرب أن علاقتي به جد طيبة وقوية، وتربطني به صلة ثقافية كبيرة جدا لأنه فنان كبير، ولازالت تربطني به علاقة دموية إن صح التعبير، وما زال إرث الطيب الصديقي رحمه الله حاضرا معنا دائما، فحتى في مسرحية (الحراس) كان الصديقي مشتغلا على السينوغرافيا التي أخرجت مسرحيتها.
ما رؤيتك للمسرح المغربي؟
المسرح المغربي حاليا بخير لأن هناك مسرحيات متعددة كثيرة وكبيرة، إلا أنه بطبيعة الحال لازالت توجد مشاكل مطروحة، وهي تتعلق بدعم المؤسسات وهذا الأمر مألوف بالنسبة لنا، لكن من ناحية الإبداع هنالك فرق كبيرة تشتغل في المسرح.
ما أعمالك المسرحية مستقبلا؟
لدي عمل مستقبلي فأنا حاليا أشتغل على نص من أفريقيا الجنوبية، وهو نص جميل جدا يعود لشخص إسمه (كانتبا)، وسأشتغل كذلك على (أبي حيان التوحيدي) للطيب الصديقي.