العدد 3566
الجمعة 20 يوليو 2018
banner
العراق... مشهد آخر
الجمعة 20 يوليو 2018

العراق بلد العِلم والثقافة والحضارات، العراق الذي عَلمَ البشرية كل أنواع العلوم والآداب والفنون، العراق الذي توزعت على جغرافيته شواهد وقبور الأئمة والأولياء والصالحين، العراق الذي ساهم في بنائه قادة بررة وأبناء أفذاذ، العراق اليوم تحول إلى مشهد آخر، يتصدره أولئك الذين أتوا مع الدبابات الأميركية والصهيونية والرايات الفارسية في 2003م، سرقوا ممتلكات العراق وهدموا حضارته ونشروا الفساد في دوائره، فغاب العراق وتراجع العِلم وفُسدت الصحة وأصبح العراقيون العرب تحت خط الفقر، لقد جَعلوا من العراق أرضًا خصبة لأوبئتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فأغلقوا المصانع وأتلفوا الزراعة، وبدلًا من أن يُصدر العراق أصبح مستوردًا لكل ما لم يكن يحتاجه قبل قدوم هؤلاء.

انتفض أهل البصرة والجنوب العراقي النجباء، أهل المجد والعز، من أجل إرجاع حقوقهم، انتفضوا من أجل إعادة كل شيء إلى مساره، خرجوا إلى الشوارع مُعلنين رفضهم الفساد ورموزه الذين دنسوا أرض العراق من شماله لجنوبه، خرجوا من كل الأديان والقوميات والطوائف من أجل إعادة العراق إلى اتجاهه الصحيح، العراق العربي الحُر الديمقراطي والإنساني، فدماؤهم وأرواحهم ستكون ثمنًا لفك ربط العراق بالنظام الإيراني واجتثاث تبعيته لهذا النظام الذي دَمر العراق وأحرق كل شيءٍ جميل في أقطارنا العربية.

وكالات أنباء النظام الإيراني هاجمت إعلاميًا ثورة أهل البصرة، وقالت “إن هذه الاحتجاجات والتظاهرات مدسوسة من أميركا ودول الجوار العربي”، فماذا عن احتلالها العراق؟ وتدخلها في شؤون البحرين والسعودية والإمارات والكويت ولبنان وسوريا واليمن والمغرب؟ ماذا عن إطلاقها الصواريخ الباليستية على أراضي السعودية؟ ماذا عن إعلامها المُضلل؟ نقول للنظام الإيراني إن احتجاج أهل الجنوب العربي في العراق هو احتجاج العراق وشعبه على تواجد النظام الإيراني على أرضه لأن ما يحدث في العراق منذُ 2003م حتى يومنا هذا نتيجة لإفرازات الاحتلال الأميركي الفارسي للعراق، وبسبب وجود الأحزاب الإيرانية وميليشياتها التي عملت على تخريب وسرقة ممتلكات الدولة العراقية وتراثها وحضارتها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .