العدد 3565
الخميس 19 يوليو 2018
banner
قهوة الصباح سيد ضياء الموسوي
سيد ضياء الموسوي
في حضرة الوطن
الخميس 19 يوليو 2018

كم هي جميلة البحرين عندما تتلقى الأمنيات، ويرقص الأمل على ضفاف الأعين، منتزعة كل معاطف الطائفية، تبحث عن شاطئ جمال، أو عن ميناء يوزع نوارس، لتكون أكثر من حفلة وطنية في صالونات الشمس.

هي البحرين تأبى إلا أن تعود كما كانت، ترتدي ثيابها الوطنية كأم لا ترتضي إلا احتضان أولادها الصغار، عصية على الانقسام، يقربها الجرح والفرح، وإن أبعدها الحزن سنينا، تملأ شروطها بعافية الحب، تتقاسم أرغفة الحب وأرغفة الحرية من ميثاقها ودستورها الكبير، فتصنع لأطفالها أكثر من أرجوحة، وأكثر من مسار، لتؤرخ أجمل سيرة ومسيرة نحو بحرين جديدة، تحمل أصالة الماضي العريق دون أن تنام على سرير الماضي أو ترش الملح على الجراح القديمة، وتصنع أجمل بحريني جديد، يحمل شعلة الأمل، وإن بدى في السابق محطما.

هي البحرين الأخ جنب أخيه تحت قيادة واحدة، دون النظر لخلفيته الأيديولوجية جنبا بجنب فوق الانتماءات الحزبية، وفوق بناء وطن بالتقسيط، أو صناعة دولة داخل دولة، كما هي صناعة الأحزاب وإنما دولة الوطن لا انتماء احزاب.

هي البحرين تنحاز للعقل، والواقعية المقاتلة لبناء وطن يُؤْمِن بالإصلاح منهجا وبالمشروع الإصلاحي طريقا. وطن يرفض سوسة الفساد، والانتماءات الضيقة، وقسوة الأيديولوجية، وزقاق المذهب، ليكون الوطن هو الحامي، وهو المحور، وهو نقطة الارتكاز للدوران نحو عدالة مزدانة بالقلم والريشة ونكهة الثقافة، وعطر التعليم ومذاق الصحة، و نجومية المحراب، وصرخة الإنسانية.

هي البحرين تأخذ بناصية المواطن نحو أفق التقدم المدني والحرية واقتسام الرغيف للجميع، ليبقى المواطنون متراصين جدارا لسيادة الأرض، وركيزة النظام وديمومة الأمن.

هي البحرين يخدم شعبها مليكها الرحيم بأشفار العين حبا وولاء وعزة بقائد منحاز نحو شعبه في الرخاء والشدة، وفي ضيق المنعطفات، قبطان حمى السفينة أمام أكثر من طوفان، فلا ننسى قائدا أدار المركب باقتدار، صنع لنا ميثاق العمل الوطني من حكمة ينحني لها التاريخ، وهو يرسم لوحة الوطن معلقة كمصباح يتدلى على بوابة ديلمون، قائد كسر الطوفان، وقام بلي عنق العاصفة في ظل موج عربي متلاطم، في ظل اشتعال الحرائق في اقليم يتهاوى، وجغرافيا تقسم بسكين بعض السفارات وشهيات دول استعمارية، وتوحم اسماك القرش الإقليمية، والغربية كقطعة حلوى تبتلع بليل.

هي البحرين ترد الولاء بالولاء، والوفاء بالوفاء لصاحب التاج أبا وقائدا وملكا، هي البحرين تلتف بقيادتها وهي تراه يقف بقوة منحازا لما فيه مصلحة للوطن والشعب، لكل متقاعد ومتقاعدة ينصفهم بالتغيير.

هي البحرين تهزم ذئب الطائفية، الذي مازال يعوي على حدود الوطن العربي خنجر طائفية، وقصور رؤية.

هي البحرين تكفكف دمعها وحزن الماضي، لتعانق فرحا مسروقا منذ سنين، لتحفل بحمد بن عيسى الذي قلب كل الموازين في 2001 مبشرا بالديمقراطية، وحقوق الانسان، والمدنية، حضارة الرجل الذي يضج لونا جميلا وموسما يزرع حدائق، ويكتب فيه زغردات وأناشيد حين انصف ارامل ويتامى، وأحلاما محطمة، وبشرا معطوبي الأحلام.

هي البحرين ترى في خليفة بن سلمان امتداد تاريخ بحاضر، هو ابو علي صانع المدنية، وباني الاقتصاد، ومهندس التمدين، والذي بقي قاموسه السياسي على مسافة واحدة من كل مواطن، ليرسل رسالة للتاريخ والحاضر والمستقبل لكل العالم خليفة المجد باق مابقي للمجد رونقا ومذاقا وإشراقا.

هي البحرين تلتف بسلمان بن حمد، بأبي عيسى يرسم لوحة المستقبل أكثر من لون اقتصادي، بـ(تمكين) التي تمكن الشباب البحريني كيف يكونون تجارا واعدين، جاهدا في خياطة ثوب أبيض مطرز بتنوع اقتصادي، يبنى الإنسان البحريني بابتعاث علمي ذهبي في اختيار خامات بحرينية تمثل العقل البحريني لبناء مستقبل يحبل بساتين بشرية بشعلة من نور. هي البحرين تنتج شعبا وفيا يمتلك جبلا من الصبر وقمما من المبدعين، شعبا معجونا بالولاء، في المكاره صبور وفي الشدائد وقور، شعب، قلبه محراب، وعقله ترسانه معرفية، ويده تنحت تماثيل علم.

فالشعب البحريني يستحق أن نعمل له ليل نهار وأن نصنع له السعادة وحياة ملؤها الكرامة كما أرادها جلالة الملك.

هي البحرين تتبادل الوجع مع الخليج هما مشتركا، تتقاسم مع جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله حافظ الخليج أمام الأعاصير، وسمو الأمير محمد بن سلمان ولي عهده المقدام والمغيّر ألم الواقع المشترك، مشرفية و خيار وفاء في الحرب والسلام.

هي البحرين ترفع الراية مع إمارات العز بشيخها المعطاء سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله، مجد الامارات، وقائدها مهندس الخير والتقدم سمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان وهو يهندس التقدم حكمة، وجغرافية المصير الخليجي، مع شيخ الصباح أمير الحكمة سمو الامير صباح الأحمد الجابر الصباح، تبني البحرين مع الخليج طوبة طوبة، جسرا و أسوارا، ومدن مدنية تطلعا وازدهارا في مزاحمة الشمس واصطياد مواقع بين النجوم.

نقف جميعا كشعوب خليجية متراصين في دعم ركائز الهم المشترك الخليجي سياسة واقتصادا وأمنا وسيادة واستقرارا.

هي البحرين تعزف: ان هذه قيادة وهذا شعب يستحقون الحياة الكريمة لشعب، من حقه ان ينسج طمأنينته من معيشة هانئة مستقرة في بيت جميل وراتب مجز وتعليم راقي وديمقراطية واعدة تنمو بعقل واحترام القانون، وحكومة عادلة كما هي وستبقى، وقضاء عادل كما كان ويبقى، وجامعة مزدهرة.

من حقه ان يرى ابناءه يلتحقون بجامعة، ويراهم يزفون لعرس جميل، و يسافرون في الصيف مستمتعين بجمال الحياة وحضارة الانسان والدول المتقدمة.

هذه هي البحرين كل شروط الحياة متوفرة ومهيأة وستنمو أكثر اذا وقفنا مع القيادة دعمنا الإنجازات وقمنا بدعم الشفافية والتغيير الإيجابي والنقد البناء، لو انا وضعنا الجرح على الجرح والالم على الالم، ارض خصبة مع فلاح ماهر تنتظر الأرض حبلى بالخير كما كانت في عهد الاجداد، صفا واحدا في اقتسام التاريخ مجد وفاء في وجه تطلع شاه ايران، في السبعينات، والالتفاف بالميثاق في الألفية، وفي مواجهة حرايق الإقليم في اندلاع اللا ربيع واللا عربي.

قائد حكيم، ورئيس وزراء كريم، وولي عهد أمين وشعب بكل أطيافه وفي وطيب حميم، لا يمكن الا أن ينتجوا حياة جميلة يرسمها قانون مدني منصف للكبير والصغير للعامل، وللمتقاعد، للرجل والشاب، والمرأة، والشابة، والعجوز.

كلنا أمل ورهان على قائد المسيرة أبي سلمان في تعديل القانون بما يراه هو مصلحة للمواطن والوطن وكلنا ثقة أنه سيؤثث القانون بجمال حقوقي خدمة لديمومة الصناديق ومصلحة الفقير ايضا، وهو الطريق الى بلسمة الجروح، وصناعة الفرح الكبير وهو يشرح القلوب بساتين وحدائق، ورقصة سنديان، وزغردة أشجار ياسمين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .