العدد 3560
السبت 14 يوليو 2018
banner
الاقتصاد يدمر نظام الملالي (2)
السبت 14 يوليو 2018

هناك فشل واضح في إجراءات الاقتصاد الإيراني لمواجهة العقوبات التي لم تبدأ بعد، وما يحدث هو عبارة عن أصداء نفسية استباقية لقرار العقوبات غير المسبوقة كما تعهد الرئيس ترامب، وهي مسألة واجهتها الحكومة الإيرانية بحزمة من القرارات، منها تخصيص العملة الصعبة لمستوردي السلع الأساسية وفرض حظر على مئات السلع المستوردة، بما في ذلك السيارات، ما أدى إلى رفع أسعار العديد من المنتجات وحدوث شلل في الأسواق، وبدأ المواطنون سحب مدخراتهم وشراء الذهب والعملة الصعبة والممتلكات والسيارات في محاولة لحماية أصولهم.

الفريق الاقتصادي الحكومي لروحاني يضم بعض نواب الرئيس ووزراء مكلفين بالمحافظ الاقتصادية، بالإضافة إلى المستشارين الاقتصاديين للرئيس ورئيس البنك المركزي.

جزء من الأحداث المتسارعة في إيران يرتبط بالصراع بين جبهة روحاني والمتشددين، حول مستقبل النظام وبناء موقف بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة ومصير الاتفاق النووي، لاسيما أن الرئيس ترامب ترك الباب مفتوحا للمحادثات مع إيران في حال أوقفت التدخل في شؤون المنطقة، وما يضاعف صعوبة الموقف الإيراني أن هناك شكوكا جدية حول مقدرة الاقتصاد الإيراني على مقاومة فرض عقوبات أكثر صرامة لفترة طويلة.

الخيارات الإيرانية تبدو محدودة للغاية ولا مناص من التفاوض مع الولايات المتحدة لإنقاذ النظام من الانهيار، ولكن المتشددين ربما يعتقدون أن التفاوض وارد ضمن خياراتهم ولكن ليس عبر الرئيس روحاني.

الولايات المتحدة من جانبها تريد استخدام الاحتجاجات إلى أقصى مدى من أجل مفاقمة الضغوط على النظام لتليين مواقفه السياسية وكي يضطر المتشددون إلى تقديم تنازلات جوهرية كبيرة لتفادي انهيار النظام ذاته.

الخلاصة أن الاقتصاد سيكون الضربة القاضية لأحلام ملالي إيران في مواصلة أحلامهم الاستعمارية البائدة، ولكن متى ستوجه هذه الضربة؟ الأمر يعتمد على لعبة صراع السلطة ووتيرة تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي يمكن أن تمتد لتشمل إيران بأكملها في الفترة المقبلة، حيث يتوقع أن تمر بفترات مد وجزر وليس شرطاً أن تتصاعد يومياً في ظل قبضة النظام الحاكم القوية وانتهاكات ميلشياته ضد المتظاهرين. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .