العدد 3558
الخميس 12 يوليو 2018
banner
الاقتصاد يدمر نظام الملالي (1)
الخميس 12 يوليو 2018

تابعت في الأسبوع الماضي العديد من الدعوات الموجهة إلى الشعب الإيراني، منها ما صدر عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، ومنها ما صدر من تصريحات في هذا الشأن عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته ليبرمان، مجمل الدعوات تشير إلى الجرائم التي ارتكبها نظام الملالي بحق شعبه، وكيف أهدر المليارات في تنفيذ مشروعه التوسعي الطائفي في سوريا والعراق واليمن تاركاً الشعب الإيراني يعاني حتى انهارت العملة والاقتصاد بمجرد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وقبل توقيع أية عقوبات!

هذه الدعوات وغيرها لن يكون لها، برأيي، تأثير كبير في مجريات الأمور في إيران، بل يمكن أن يوظفها النظام جيداً في تأكيد خطابه القائم على تعرض إيران لما يزعم أنه “مؤامرة”، وبالتالي فهي تصريحات يمكن أن تصب في خدمة النظام لاسيما في ظل ما عرف عن الثقافة الإيرانية من سمات هوياتية في التعامل مع مثل هذه الأمور.

أعتقد أن الذي سينهي أحلام الملالي بالفعل هو الاقتصاد وليس السياسة، فالوضع الاقتصادي في إيران على شفا الانهيار، والرئيس روحاني يعاند ويكابر ويرفض الاعتراف بما ارتكبه فريقه الحكومي من أخطاء، ووصلت الاحتجاجات بالفعل إلى معظم مدن إيران ومناطقها، وازدادت شراسة الاحتجاجات وقوتها بعد إضراب “البازار” الذي بعث رسالة قوية إلى الشعب الإيراني بأكمله، ودفع نواب مجلس الشورى الإيراني إلى الانتفاض وتوجيه رسالة تحذير قوية وحادة إلى الرئيس الإيراني.

هناك تحرك لافت من ثلثي النواب الإيرانيين حيث وجهوا خطاباً إلى الرئيس حسن روحاني طالبوه فيه بتغيير فريقه الاقتصادي نظراً “للنتائج السيئة” التي حققتها الحكومة، وورد في مقتطفات من الرسالة حسبما نشر، أن “النتائج السيئة لكبار المسؤولين الاقتصاديين في السنوات الأخيرة تسببت في زيادة انعدام الثقة لدى المواطنين إزاء القرارات التي تم الإعلان عنها أو تنفيذها في الأمور الاقتصادية”. وهذا الخطاب الذي وجهه 187 نائباً من أصل 290 في مجلس الشورى، دعا روحاني إلى التحرك “بشكل عاجل من أجل إحداث تغيير في قيادة الفريق الاقتصادي”، بهدف جعله يتحلى “بالديناميكية” و”يفهم” الوضع الاقتصادي قبل أن يتخذ مجلس الشورى قراراً بهذا الشأن. ما يعني أن هناك تلويحا بتدخل برلماني مرتقب ما لم يتحرك روحاني، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الدستور، يمنح مجلس الشورى سلطة إقالة الوزراء أو الإعلان بأغلبية ثلثي الأصوات عن “عجز” رئيس الجمهورية، الأمر الذي يفتح الطريق أمام عزله من قبل المرشد الأعلى. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .