العدد 3556
الثلاثاء 10 يوليو 2018
banner
قهوة الصباح سيد ضياء الموسوي
سيد ضياء الموسوي
شفرة الحلاقة
الثلاثاء 10 يوليو 2018

سموها ما شئتم غرورا، تواضعا، لعبة قلم بجناح طاووس، رقصة أنياب، تمرد أظافر، لعبة مع حبر أو نفخ نار أو شوي مشاعر، تمثيل هوليودي خائب لدور “البطل المنقذ” على طريقة سوبرمان “صحوة ضمير” لـ “حلاج” جديد، ضحك على ذقون، أم “موقف وطني تاريخي” كل ذلك لا يغير من معادلتي، وقراءتي للحياة، وفلسفتي في نظرتي لأي شيء أؤمن به.

أنا لا أبحث عن دور تاريخي، ولا “ترشيح أنتخابي “ ولا “بطل قومي” فَلَو كنت أبحث عن الجماهيرية لكنت سعيت لها قبل عشرين عاما، وأعرف مفاتيحها، ولا ألعب لعب السياسيين في خطاب معلن، وغير معلن، فأنا صريح جدا في أفكاري المزعجة، وما أومن به بلا مجاملات سواء فيما يخص الجماهير أو يخص السلطة، فأنا أؤمن بخطاب الصدمة الإيجابي لإعادة الأمور إلى صوابها، وكل صدماتي تحمل مشاعر حب لمصلحة المصدوم سواء مسؤولا أو وزيرا أو مجتمعا.

فكثير ما ألقيت على نافذتي الحجارة، وأصبحت كيس ملاكمة لدى بعض الجماهير عندما وقفت ضد المقاطعة النيابية، وغيرها، وأنا اليوم أشد إصرارا على الدعوة للمشاركة في الانتخابات النيابية القادمة لـ 2018 وسأفرد مقالات عدة للمشاركة.

التوّرم ليس حلا، ومنذ 2002 وهناك وزراء تورموا بسبب كتاباتي ضد وزاراتهم إلى اليوم، وأعلم أن هناك وزراء يتورمون إذا انتقدت وزاراتهم.

أعلم أنني حاد كخنجر يماني، وبعض حروفي تتحول إلى شفرات حلاقة صعب ابتلاعها، ولكن إيماني بالوطن، وخبز الناس هو هدفي.

أعتقد أن الضرائب زادت بشكل جنوني، فلابد من نقده، أقول- وكلامي كله للرد على التساؤلات التي في الشارع أو تصلني وتريد مني الإجابة - أنا إذا آمنت بشي أو فكرة أضع كل طاقتي، وأوجه كل أسلحة الكتابة، والخطابة، وكل أدوات المعرفة في طرحها دون أن أخوّن الرؤية الأخرى، أو أصادرها، ولا أكسر القانون.

مكتبتي هي أجمل عش أعيش فيه مع عصافير الكلمات، والحروف، التي إذا لم تتحول إلى أرغفة يأكلها الناس ولباس قومي يلبسه الجميع على حد تعبير نزار قباني، فلا فائدة منها. وصلتني قائمة شكاوى لمواطنين عبر الإيميل لأعرضها في المقالات عن بعض الشركات وأوضاع العمال.

فعلا فركت عيني عجبت، بعضها تقسو على المواطن البحريني، وتعيش الجشع، تزداد أرباحها دون زيادة لرواتب الموظفين أو العمال تحت حجة “النسبة الرحيمة” التي تفرضها وزارة العمل عليها كحد أدنى.

في مقالات قادمة سأتكلم عن حقوق العمال في الشركات، أضحكني البعض عندما قال: لماذا يكتب عن الأوقاف الجعفرية ؟!! البعض يحمل ذاكرة العجائز، فأنا أمتلك شرف تنظيف نفايات فساد الأوقاف، 2004 وأعلم الحامض النووي لها، وكل أزقتها “زنقة” “زنقة”، وأعلم أنها اشتاقت لكتابتي، وأنا أعدها أن نعيد العلاقة بباقة ورد مذببة، لتعود إلى شبابها بعد أن أثقلتها الأحزان، فأصبحت كمقبرة سومرية.

ردود الفعل على كتاباتي تشي بشيء مهم أن الجماهير بكل أطيافها تبحث عن ثقب في جدار اليأس الإعلامي، تتنفس من خلاله أوجاعها، وأحزانها وأنا أسعى مع زملائي من كل الصحف، لإيصال نبض المجتمع إلى القيادة.

البعض أرسل لي “أنا ما فاهم شي ؟؟!!” لن أكرر الإجابات كل لحظة هذا أولا وثانيا: ردود الفعل أوحت لي، أن البعض يفهمني، والبعض لا يعرف تقاسيم جغرافية تفكيري، ولا تضاريس أفكاري.

أنا قلت منذ ثماني سنوات في أكثر من حلقة في الاتجاه المعاكس، وحتى في إضاءات تركي الدخيل، جلدي يتحمل الطعنات، وعنيد بعناد أربعين ثورا. إذا آمنت بفكرة، أو مطلب أو قضية، فاطرحه بوضوح، وأنا شفاف في مواقفي كدمعة وكقطعة كرستال، بلا رتوش ولا أصابع مستعارة ولا وجه شمعي.

لا أدعي الحقيقة المطلقة، لكني رجل كما الفيلسوف يبحث عن الحكمة، وأحب أن أطمئنكم أني لست مراهقا سياسيا، وفي عمر لا يغويني إلا شيء واحد السعادة الداخلية، وأن أتوافق مع محكمة الضمير مع النفس.

لقد انتهى زمن أن توصيل أوجاع الناس إلى الدولة عن أي ملاحظة عن أي وزارة يعتبره بعض الوزراء خطيئة أو استهدافا شخصيا إذا ما انتقدنا وزارته.

أقول لسعادة وزيرة الصحة، أما تكثرون من أسرَّة السلمانية أو نقوم بحملة تبرع شعبية، لتعيش الوزارة على نفقة المواطن، كما هو تعبير الكاتب جلال عامر.

وزارة التربية والتعليم أعتقد أن بعض المعلمين يحتاجون فعلا إلى تقليل الضغوط عليهم بالحنان الوزاري المالي، والدرجات والامتيازات، والبعض بتقليل الحصص، طبقة المعلمين فعلا يكسرون الخاطر.

شيء أخير إلى وزير العمل، أقوم بجمع كل الطلبات التي تصلني للعاطلين، فهل أجمعهم وأرسلهم لوزارتكم؟ وزارة الإعلام، بعض العاملين يشتكون من رواتبهم المتدنية.

وزارة الأشغال: بعض مناطق سار شوارعها تحتاج إلى “بدي كير” وتكملة شبكة الصرف الصحي، وهناك دواعيس بالمحرق، بعض شوارعها تحتاج إلى صالون حلاقة لتشذيبها.

أخيرا أشكر كل البحرينيين على مشاعرهم الطيبة وحتى الناقدين لي وأقول لهم راسلوني في أي شكوى أو طلب تقديم شكر أو نقد لأي وزارة وأنا بدوري أسلط الضوء عليها، دعونا نبني البحرين بالإيجابية، وصناعة الأمل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية