العدد 3551
الخميس 05 يوليو 2018
banner
المرأة السعودية تقود... و”احنا شكو”؟!
الخميس 05 يوليو 2018

دخل قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة على الأراضي السعودية حيز التنفيذ ليؤكد إصرار القيادة في شقيقتنا الكبرى على الاستمرار في تنفيذ برنامج إصلاحات اجتماعية حقيقية وواسعة، ولم تستطع الأجواء محليا بشأن “تعديلات قانون التقاعد” و ”تكلفة الديون” وما يتداول بشأن “قيمة الدينار مقابل الدولار”، أن تسرق فرحتي بهذه الخطوة التي انتظرتها طويلا مع أخواتنا وصديقاتنا وزميلاتنا على مقاعد الدراسة من حملة “الجواز الأخضر”.

أجمل ما ميز المشهد سرعة السعوديات في اقتناص الفرصة، فلم ينتظرن بزوغ الشمس، بل تموضعن خلف المقود مع الدقائق الأولى لدخول القرار حيز التنفيذ، في خطوة عكست شغف الشقيقات نحو اقتناص الفرص ورغبتهن بالتحرك السريع باتجاه تنمية حياتهن الشخصية ومجتمعهن على حد سواء.

في تلك الأجواء الحماسية، ظهرت موجة على وسائل التواصل الاجتماعي حاولت تحجيم الحدث وما رافقه من متابعة إعلامية، متجاهلين أهمية الخطوة على مستوى العالم، ومتناسين أن عبارة “السعودية البلد الوحيد في العالم الذي يمنع النساء من قيادة السيارات” كانت مرتكزاً للعديد من التقارير الإعلامية الدولية المغرضة الصادرة عن شقيقتنا الكبرى وعلى امتداد عقود.

المرأة البحرينية كذلك لم تسلم من موجة “التواصل الاجتماعي” الساخرة والمتململة، ولكن المؤسف أن الموجة طالت بعض الإعلاميين الذين حاولوا اختزال الخطوة بقدرة البحرينية على شراء عباءة أو فستان أجمل أو أقل سعراً عبر “عبور الحدود”.

شخصيا، توقعت من الزملاء تفاعلاً أكثر عمقاً وإيجابية، فانتظرت على سبيل المثال، تقريراً صحافياً يرصد الخيارات والفرص الجديدة التي باتت متاحة أمامنا سواء على مستوى التعليم أو التدريب أو العمل بعد تطبيق القرار، وأتساءل هنا مثلا عن التخصصات الأكاديمية والدرجات العلمية التي تطرحها الجامعات السعودية في المنطقة الشرقية ولا تتوافر في جامعاتنا المحلية، وبات بإمكاننا الوصول إليها بأريحية كبحرينيات؟

بعيدا عن ردود الفعل الآنية، أرى في التوجه لمنح المرأة السعودية مساحة أوسع للحركة والعمل واتخاذ القرارات بحرية أكبر، دعما وزخما كبيرين لبرامج تمكين المرأة في منطقة الخليج بكل أقطارها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية