العدد 3551
الخميس 05 يوليو 2018
banner
مثقفون منخرطون إلى آذانهم في الإرهاب
الخميس 05 يوليو 2018

هل تعرفون متى تصرخ الأوطان صراخ التعاسة والألم وتشرب ضوء العذاب؟ حينما يشترك الشعراء والكتاب والمحامون والأساتذة والطلاب في الإرهاب والقتل والتآمر على الأوطان. فحين ينخرط هؤلاء جميعهم في الإرهاب بالمعنى اللفظي والفكري وتكون لهم صولات وجولات دموية، حتما ستكون الصورة غير مألوفة وتنم عن أمراض خطيرة يخشاها الإنسان وفجيعة تكسر الضلوع ببطء شديد. وللأسف تضررت المجتمعات العربية - إضافة إلى إرهاب المتطرفين - من إرهاب المثقفين وخديعتهم وتخاذلهم، حتى أصبحت تنوح بحلق ملهوف متعثر الأنفاس تبحث عن جواب يشرح لها كيف تحول صاحب القلم والفكر والفنان والمحامي والأستاذ إلى مخلوق بشع يزرع الأشواك في طريق الوطن وعامل مخيف رهيب أبطلت الخيانة مفعوله الفكري ورؤيته المثالية.إن الشعراء والكتاب والمحامين والأطباء والأساتذة الذين تمسكوا ببندقية الإرهاب أصبحوا اليوم وسط كتل من الجهل والظلام، ولم يعودوا شخصيات فاضلة في مضمار الوجود الحضاري والإنساني، وليس هناك أي فرق بينهم وبين أولئك الأغبياء الذين يطوحون برؤوسهم إلى الأمام كلما شاهدوا زعماء القتل والإرهاب على شاكلة خامنئي وحسن نصر الشيطان وفئران “داعش” والقاعدة، وتلك هي المأساة البشرية، فعندما يتساوى الطبيب والمثقف والأستاذ مع المرتزقة “والصيع” ويغطس في أحواض غسيلهم ويلطخ جسده بفقاقيع صابونهم يكون الوضع شاذا وأشبه بالوقوف أمام طيف الموت وسطوة الظلام.

شاهدنا في وطننا العربي الكبير منذ هبوب رياح الخراب العربي النتنة مثقفين منخرطين إلى آذانهم في الإرهاب، بل كانوا يهيئون طلابهم الجدد للحرب المقدسة التي سيدخلونها ضد أوطانهم وكانوا بين حين وآخر يتدربون على حرب الشوارع ونصب الكمائن لرجال الأمن، وقدموا نماذج أسطورية في تاريخ الإرهاب وعالم الجريمة، وكانوا في بعض الدول العربية غارقين في مسؤولية القتل والسحل والشنق والتشويه والتشريد الذي لاقاه آلاف الأبرياء، فتعسا لهذه الثقافة والشهادات والعلم القادم من العالم السفلي، وتعسا للمطالعة والقراءة التي قدمتكم إلى النوم على فراش من حجر، والتربية – تربية الأهل - التي جردتكم من الوطنية والمسؤولية وأزالتهما من وجوهكم وقلوبكم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية