العدد 3549
الثلاثاء 03 يوليو 2018
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
مونديال المفاجآت!
الثلاثاء 03 يوليو 2018

تبدو أن نسخة مونديال روسيا ربما تكون واحدة من أكثر نسخ بطولات كأس العالم التي حدثت فيها المفاجآت غير المتوقعة على صعيد النتائج وخروج المنتخبات الكبيرة والمرشحة مبكرًا بعد الوصول إلى مرحلة الدور الثمن نهائي من عمر البطولة.

في الحقيقة أن مفاجآت مونديال روسيا قد بدأت فعليًّا حتى من قبل أن تبدأ البطولة بعد فشل منتخبات كبيرة في التأهل لهذا المحفل العالمي مثل منتخبات إيطاليا وهولندا المصنفة من منتخبات النخبة عبر تاريخ كأس العالم، ناهيك عن فشل تشيلي في التأهل أيضًا وهي حاملة آخر لقبين لكوبا أميركا!

أولى المفاجآت في مونديال روسيا حدثت بإقصاء حاملة اللقب ألمانيا من الدور الأول، حيث لم يتوقع أكبر المتشائمين أن تودع الماكينات الألمانية كأس العالم من هذه المرحلة المبكرة جدًّا من البطولة خصوصًا وأنها لم تتجرّع مرارة الخروج المبكر منذ مونديال فرنسا عام 1938.. وما يزيد المرارة أن إقصاء ألمانيا جاء بيد كوريا الجنوبية التي تتخلف عنها كثيرًا في العراقة والتاريخ والفوارق الفنية!

أصداء خروج ألمانيا وردات الفعل السلبية لم تدم طويلاً بعد أن لحقتها الأرجنتين بأيام قليلة على يد فرنسا..خصوصًا وأن التوقعات كانت تشير إلى أن الأرجنتين ستذهب بعيدًا في البطولة بعد التأهل الشاق جدًّا من دور المجموعات بفوزها الصعب والمثير على نيجيريا في اللحظات الأخيرة..إذ كان من المفترض أن يكون هذا التأهل الصعب سببًا لرفع الروح المعنوية وبث روح جديدة للفريق، لكن هذا لم يحدث وخرجت الأرجنتين وخرج معها ميسي وهو يجر أذيال الخيبة وسط أنظار مارادونا “المونديالي” الداعم الأكبر للتانغو في روسيا!

المفاجآت في موسكو لم تكتف بتوديع ألمانيا والأرجنتين مبكرًا من البطولة..لتعلن روسيا صاحبة الأرض والجمهور عن مفاجأة جديدة وغير متوقعة على الإطلاق بإقصائها أسبانيا عبر ركلات الترجيح وهي التي تعتبر واحدة من أبرز المرشحين للقب..صحيح أن البعض سحبوا رهانهم من إمكانية فوز أسبانيا باللقب بسبب المستوى المتواضع الذي ظهر عليه الماتادور في الدور الأول وأمام منافسين متواضعين.. لكن أيضًا لم يكن ينتظر أحد أن تُقصى اسبانيا على يد روسيا المتواضعة التي عرّتها الأورغواي وكشفت كل عيوبها الفنية!

بكل تأكيد أن خروج مثل هذه المنتخبات الكبيرة التي تزخم بالعديد من النجوم والأسماء اللامعة تفقد البطولة الكثير من الإثارة والمتعة وتؤثر على حجم الشغف الجماهيري.. فالجميع ينتظر هذا الحدث العالمي ليشهد منافسات على أعلى طراز وتنافس حامي الوطيس خصوصًا بين المنتخبات الكبيرة.. فالمتذوق لكرة القدم لا ينتظر مواجهات حاسمة في الأدوار المتقدمة يكون أطرافها منتخبات متواضعة بحجم روسيا ومن في مستواها بقدر ما يتطلع لرؤية الكبار!

بعد كل هذه المفاجآت التي حدثت في المونديال-حتى موعد كتابة هذا المقال-..صار من الممكن أن تشهد البطولة مفاجآت واردة أخرى وأصبح من الصعب استبعاد أي سيناريو مفاجئ آخر حتى لو كان سيناريو تتويج روسيا باللقب!!.

أخيرًا..إن كنا لا زلنا نؤمن بلغة العقل والمنطق بعيدًا عن المفاجآت التي قد تطرأ..فإن حظوظ البرازيل باتت كبيرة للتتويج باللقب بعد خروج أبرز منافسيها..فإن تمكنت البرازيل من عبور مطب المكسيك بسلام، حينها لن يكون أمامها سوى عقبة فرنسا أو الأورغواي وبدرجة أقل بلجيكا!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية