العدد 3547
الأحد 01 يوليو 2018
banner
التأمين الاجتماعي
الأحد 01 يوليو 2018

لم تحظ قضية بذلك الاهتمام الحكومي والشعبي، كتلك التي دارت أحداثها حول مشروع قانون التأمين الاجتماعي مؤخراً. فمنذ أن أصدر جلالة الملك حفظه الله ورعاه توجيهاته الكريمة بإعادة بحث هذا المشروع من جديد ، ورئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه، لا يغمض له جفن، أصر على أن يكون التعاطي مع الملف سريعا ودقيقا، وأن وضع المرجعيات اللازمة لضبط آلية الحركة في هذا القانون هو السبيل نحو إخراجه في الصورة المتوازنة التي تسعى القيادة إلى تحقيقها؛ من أجل صون حقوق مختلف الأطراف.

منذ الإثنين الماضي، وسمو الرئيس يتحرك في جميع الاتجاهات، حكومية ونيابية وشعبية، يعقد الاجتماع بعد الآخر، يُشكل وعلى الفور كامل أعضاء اللجنة الحكومية البرلمانية المشتركة، والتي ضمت أربع أعضاء من كل طرف “4 وزراء، و4 نواب، و4 شوريين”.

وفور التشكيل بل وبعده بـ 24 ساعة فقط دعا سموه أيده الله، إلى اجتماع عاجل لأعضاء اللجنة المشتركة، تم خلاله وضع المرجعيات والقواعد التي يتم على أساسها إعادة بحث قانوني التأمين الاجتماعي والتقاعدي:

أولا: أن تكون الشفافية والمصارحة هي الحجر الثقيل الذي يتم بناء عليه بحث الجوانب كافة.

ثانيا: أن يكون للشعب صوته.

ثالثا: إعادة التوازن إلى الصناديق التقاعدية.

رابعا: حفظ حقوق المتقاعدين.

خامسا: أن تفى الصناديق بدورها حاضرا ومستقلا.

سادسا: استدامة  الصناديق بوضع منهج وآلية منطقية؛ لبحث تطوير ديناميكية العمل فيها. هذه الحركة الدءوبة من الأب الرئيس تذكرني بالحالة التي سيطرت على النخب العربية بعد إصدار الشاعر السوري الكبير أدونيس لديوانه “وقت بين الرماد والورد”، في إشارة واضحة منه لاستنبات الوجود من العدم، والحياة من الموت، والحرجة من السكون، هنا فهمت بأن عاصفة التعاطي مع قضية التأمين الاجتماعي في البحرين كانت تحتاج لتوجيه مزلزل، وإلى حركة فائقة، إلى إشارة من قمة الهرم، وإلى حكمة ربان ماهر، وبالفعل خرج الورد من الرماد، وتحققت نبوءة شاعر سوريا الكبير في جزئية بسيطة من جزئيات حياتنا التقاعدية، والتي على محوريتها، وواقعيتها وابتعادها عن تهويمات الشعراء والصوفيين، بل واقترابها من شئون وشجون الناس اليومية، إلا أن التعامل مع الكتلة الحركة للمواطن، أو مع حاجاته الأساسية تحتاج لبعض الخيال، وبعض الواقعية، لكثير من الأحلام، وكثير من التعاطي بجدية.

توجيهات قيادة وسرعة قرار، مشروع قانون يلبي الطموحات، ويحقق التوازن بين الإمكانات والحاجات، مشروع قانون بعين ترى وأذن تسمع، بقلب مؤمن وعقل مستنير، بإدارة مخلصة وإرادة تلبي، هنا يمكن أن يأتي تشريع يحفظ الحقوق، ويهدئ النفوس، ويسعد المواطن.

لقاء سحابي، ليس بجديد بين إرادة ملكية، ورغبة سامية، بين توجيه جازم حازم، ونفاذ بصيرة وحكمة رئيس.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية