العدد 3547
الأحد 01 يوليو 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
قواعد بناء الدولة العصرية
الأحد 01 يوليو 2018

حاولت هذا الأسبوع كتابة عمودي بالطريقة المتبعة في كل مرة فعجزت وتوقفت أتأمل السبب، هناك أحداث وأخبار وحراك على مختلف الأصعدة في البحرين تستدعي أن يكون الكاتب خارج المألوف وخارج القواعد ومستعد للصراحة التي قد تقود في بعض الأحيان لغضب بعض الرموز التي لا يعنيها مستقبل البلد ولا تفهم قواعد بناء الدول، وبالتالي سأحاول قدر الإمكان التوازن حتى لا أقع تحت طائلة الغضب ممن لا تعجبه الصراحة.

قواعد بناء الدولة موجودة منذ الربع الأخير من العقد الماضي حينما أسس سمو رئيس الوزراء خليفة بن سلمان حفظه الله أول قاعدة تنموية قائمة على البناء الاقتصادي المدروس البعيد تماماً عن التجريب والاستنزاف وتعدد مصادر القرار الاقتصادي، كانت القاعدة أن هناك خطة واحدة تقودها الحكومة وتتفرع منها المجالات والقطاعات الأساسية، مع قاعدة أساسية قائمة على ضمان الاستقرار والبناء عليه بما يوازي الحفاظ على الأمن والتركيز على الاستثمار المدروس غير المغامر مع حصر السياسات الاقتصادية بالحكومة التي تعرف وتقدر وتدرك الاحتياجات أين تكمن وكيف تتحرك، وبالتالي تتم الملاءمة بين المدخول والمصروف تبعاً للخطة المحددة التي لم تكن يومها هناك مصادر متعددة للمصروفات كالتي عليه الآن، ومنها حصة المجالس (النيابي والشوري والبلدي)، ولم تكن هناك هذه الأطقم المتعددة ومحاولات التجريب الاستثماري متعددة الرؤوس حيث يستهلك العاملون فيه أكثر مما تدره مؤسساتهم مع افتراض أن البحرين زاد عدد سكانها وزادت المؤسسات فيها والوزراء والمسؤولون وزادت المجالس والهيئات والشركات الاستثمارية التي ضخت فيها المليارات دون مردود يوازي المصروفات، فإن النتيجة هي العجز، وهنا لابد من العودة للقواعد التي ارتكزت عليها النهضة الاقتصادية والتنموية للاستفادة منها، وهي قواعد ليست سرية ولا هي لغز أو سحر، ببساطة قاعدة أساسية لابد منها هي أن يكون مركز القرار في كل شأن اقتصادي وتنموي بيد جهة أساسية بالدولة ممثلة بالحكومة.

لا يجب أن نفقد ثقتنا بالبحرين لمجرد إشاعات مغرضة هنا وهناك ومن مصادر معادية معروف بعضها حتى قريبة، ولا يجب أن نفقد ثقتنا باقتصادنا وكفاءاتنا الوطنية رغم بلوغ الأمر حد ضرورة محاسبة البعض.

وكما قال سمو رئيس الوزراء منذ أكثر من عقد مضى “البحرين مركز المنطقة وقلبها النابض”، وهنا أقول تعقيباً على كلام سموه إنه مهما حاول البعض النيل منها فلن يكون مصيره سوى الخيبة والخزي لأن البحرين وجدت قبل التاريخ وستبقى، لكن ما يحز في النفس هو أن يكون الخلل واضح أمامك ولديك القواعد العملية الجاهزة التي أسست في ضوئها نهضتك، لماذا تتركها وتذهب للتجريب والمغامرة وتهدم ما بنيت لأن بضعة خبراء معتوهين أغروك بذلك؟

عودوا للقواعد ستعود النهضة كما كانت وأكبر، فالأول لا يبقى في مركزه إن تخلى عنه عمداً مع سبق الإصرار وهذا ما فعلناه للأسف في وقت ما.

 

تنويرة:

التفوق بما تنجزه من أعمال، لا بما ترويه من كلام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .