+A
A-

رئة ليبيا تتنفس.. الجيش يستعيد ميناءي رأس لانوف والسدرة

أعلنت قوات الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر أنها استعادت سريعاً السيطرة على مساحات كبيرة في ميناءي السدرة وراس لانوف النفطيين المغلقين اللذين يشكلان رئة الاقتصاد الليبي، بعدما انسحبت منهما قبل أسبوع أمام هجوم مسلح.

وقال أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، إن قواته "سيطرت على منطقة رأس لانوف بالكامل، وكبدت العدو خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وغنمت آليات وأسلحة وذخائر بكميات كبيرة".

إلى ذلك، أعلن مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، الخميس، أنه يأمل في استئناف العمليات في ميناءي رأس لانوف والسدرة "بعد يومين".

وكان شهود محليون ومصادر عسكرية قالوا في وقت سابق، الخميس، إن قوات الجيش الليبي استعادت السيطرة على صهاريج تخزين ومدرج رأس لانوف الجوي، وإن ميناء السدرة بات تحت السيطرة العسكرية في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات وتتقدم القوات غربا.

وبدأ الجيش الليبي، الخميس، عملية عسكرية شاملة لتحرير منطقة  الهلال النفطي من قبضة الميليشيات المسلحة التي استولت عليها منذ أيام وتطهيره منها، بعدما تسببت هجماتها في أضرار كبيرة لقطاع النفط الليبي.

وتشهد منطقة الهلال النفطي التي تضم أكبر الحقول النفطية في ليبيا منذ أسبوع، معارك ومواجهات مسلّحة بين قوات الجيش الليبي التي تسيطر عليها منذ عام 2016 وجماعات مسلحة منافسة لها وموالية لإبراهيم الجضران، آمر حرس المنشآت النفطية السابق، تسعى إلى استعادة وجودها بالمنطقة، وهو ما أسفر عن خسائر بشرية بعد مقتل عشرات الأشخاص، ومادية نتجت عن توقف إنتاج وتصدير النفط وتدمير عدد من الخزّانات النفطية.

وجرى إخلاء العاملين في الميناءين ووقف التصدير، الخميس الماضي، عندما تم مهاجمة الميناءين واحتلالهما. وتسبب إغلاقهما في خسائر إنتاجية بلغت 450 ألف برميل يوميا، في حين تعرض صهريجان لتخزين النفط للتدمير أو لأضرار بالغة بسبب الحرائق.

وتبعا لذلك، أمر قائد الجيش الليبي، فجر الخميس، وحدات الجيش ببدء عملية عسكرية أطلق عليها اسم "الاجتياح المقدّس" خلال كلمة وجهها لهم عبر أجهزة أثناء تواجده في غرفة العمليات الرئيسية، ودعاهم إلى التقدم لاستعادة الموانئ النفطية وتحريرها من قبضة الجماعات الإرهابية من أجل تأمين ثروات البلاد.

حفتر:"حانت ساعة الصفر"

وكان حفتر أعلن في تسجيل صوتي، الخميس، بدء هجوم من أجل "تطهير" الهلال النفطي الذي يشكل رئة الاقتصاد الليبي.

وقال حانت "ساعة الصفر، لحظة الانقضاض الخاطف لسحق العدو"، مضيفا "الآن تدق الساعة معلنة انطلاق الاجتياح المقدس لتطهير الأرض واسترداد الحق".

إلى ذلك، اتهم حفتر دون أن يسميه إبراهيم الجضران الذي يقود جماعات مسلحة بـ"التحالف مع الشيطان" وأنه "جنى على نفسه وألقى بها إلى الهلاك حين بدأ بالغدر والعدوان".

يذكر أن الجضران البالغ من العمر 35 عاماً، لطالما تحدى السلطات الانتقالية منذ 2011، علماً أن قبيلته المغاربة متواجدة تاريخيا في منطقة الهلال النفطي.

ومن خلال قيادته حراس المنشآت النفطية المكلفين حماية الأمن في الهلال النفطي، تمكن من منع تصدير النفط من هذه المنطقة لمدة عامين قبل أن تطرده منها قوات حفتر في سنة 2016.

وتحدثت مصادر مقربة من "الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر عن قيام تحالف بين الجضران و"سرايا الدفاع عن بنغازي" التي شكلها مقاتلون إسلاميون طردتهم قوات المشير حفتر من مدينة بنغازي في شرق ليبيا.