بعدما تبادلنا التهاني ووصلنا الأرحام بمناسبة عيد الفطر المبارك - أعاده الله عليكم وعلينا بالخير واليمن والبركات - إذ يقضي معظمنا الإجازة مع الأهل وفي زيارة الأقارب والأصدقاء، يجب أن نوجه رسالة شكر وتقدير لكل من اضطرته متطلبات الحياة إلى مواصلة عمله من دون انقطاع، وعلى رأسهم رجال الدفاع والأمن الذين يسهرون على حراستنا وحفظ أمننا وسلامتنا، وكذلك الأطباء والممرضون وجميع العاملين في القطاع الصحي، وكل من تفرض عليه طبيعة مهنته الذهاب إلى العمل لتقديم الخدمات الضرورية؛ حتى يهنأ الآخرون بأوقاتهم بشكل طبيعي دون منغصات.

الشكر موصول إلى زوجات وأزواج وعائلات هؤلاء الأبطال، الذين يتحملون غياب ذويهم عنهم ويعينونهم على الاستمرار، فهم بذلك يقدمون تضحيات كبيرة تستحق كل التقدير والاحترام، ويجب تعويضهم لاحقا ومكافأتهم على صبرهم بقضاء وقت كاف معهم كلما سمحت الظروف، عملا بقول سلمان لأبي الدرداء “إن لربك عليك حقا، وإن لنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه”، والذي صدق عليه النبي الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم.

سواء أكان الدافع من حرمان أنفسنا قضاء إجازة العيد مع الأهل هو حبنا للعمل أو احتياجنا إليه، علينا أن نتحرى الاعتدال في جميع مناحي حياتنا، كما نتحرى هلال شهر شوال؛ حتى نعطي كل ذي حق حقه من غير إسراف ولا تفريط، ولكيلا نهدر حياتنا بحثا عن سراب أو أملا في تقاعد مريح على حساب أهلنا وصحتنا، فما قيمة السعادة التي تأتي في آخر العمر بعد أن تخور القوى؟

بالاعتدال يمكننا تحقيق التوازن في حياتنا والاستمتاع بكل ما فيها من مباهج، وعندما نصل إلى هذا التوازن ونقنع بما قسمه الله لنا سنتذوق طعم السعادة الحقيقية. وكل عام وأنتم في سعادة.