+A
A-

علي سبكار: بهذه الطريقة... استخدموا منصات التواصل

مع بداية انتشار المواقع الإلكترونية التي تختص بشتى المواضيع، كانت الناس تتوجس شرا من تأسيس كيان إلكتروني لها أو بعضهم لا يثق بأن يتابع أو يعلن أو يشتري من تلك المواقع، وكان ذلك في بداية الألفية الثالثة تحديدا، لكن بعد مرور 10 سنوات وأكثر، اصبحت المواقع الإلكترونية من الضروريات لأهم الشركات حول العالم، بل أصبحت تقدر بملايين الدولارات، وهذا الحال ينطبق تماما على مواقع السوشيل ميديا التي بدأت تفرض نفسها بقوة على فضاء الإنترنت، وهناك من يعرِض عن استخدامها ولديه المبررات.

 يؤكد لنا خبير التسويق الإلكتروني الرئيس الشريك لإدارة النادي العالمي للإعلام الاجتماعي (الولايات المتحدة الأميركية)، علي سبكار والحاصل على العديد من الجوائز في مجال التسويق الرقمي والإلكتروني، بأن شخصيات بارزة، تتوجس فعلا من استخدام منصات التواصل الاجتماعي، لكنه ينصح في الحوار التالي مع "أضواء البلاد" بكيفية استخدامها بالشكل السليم، مبينًا الفرق بين ان يكون الفرد مؤثرا أو مجرد مروِّج لسلوكيات فاضحة بهدف التكسب والشهرة.

 

*كيف بدأ شغفك بمواقع التواصل؟

منذ العام 1996، وذلك تزامنا مع بدء استخدام الانترنت في البحرين، فأنا متخصص بتسويق الشركات على الإنترنت إذ أعمل على إنشاء وجود لهم على الشبكة العنكبوتية حتى يتواصلوا مع الناس أينما كانوا.

بالإضافة لبرامج المحادثات التي أفسحت لي المجال لأن يكون لي أصدقاء تعرفت عليهم في الملتقيات العلمية حول العالم.

 

*ما هي الفكرة الأساس لنشر التوعية بأهمية مواقع التواصل؟

هي الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الفئة المستهدفة والتفاعل معهم. مواقع التواصل الاجتماعي تساعد على انتشار المحتوى التوعوي سواء التجاري او العلمي او الخيري او الديني أو الترفيهي. ويعتمد على قوة المحتوى وخطط الانتشار التي تساعد الناس على التفاعل القوي مع المحتوى.

 

*هل هناك خطط واضحة لاستغلال مواقع التواصل في جني المال وتعزيز النمو من خلالها؟

طبعاَ هناك استراتيجيات تسويقية تُدرَّس في المراكز التدريبية العالمية لتعزيز نمو المشاريع عبر الإعلام الاجتماعي، والتي تساعد على جني المال من خلال التسويق والبيع او عمل شراكات مع مستثمرين أو وكلاء.

 

*برأيك هل سنرى وظائف في البحرين على مواقع التواصل تنافس الوظائف المكتبية؟

بدأنا فعليا بلمسها في البحرين والمنطقة ككل، ومنها التصميم والتصوير والتدريب والبحوث والدراسات والترجمة وإدارة المواقع، وغيرها من المهام الوظيفية التي باستطاعتك الحصول عليها من قبل أفراد أو مجموعات عبر المواقع التواصل الاجتماعي.

 

*هل هناك إحصائية بالبحرين حول المؤثرين وكم نسبتهم؟

لا توجد قائمة حول عدد المؤثرين في البحرين، ولكن هناك بعض الوكالات التي تسوق لبعض النجوم.

 

*ما هو تأثير هؤلاء على الناس والمجتمع؟ إيجابيا وسلبيا؟

كنت قد صرحت سابقا للإعلام عن هذا الموضوع حيث أشرت إلى أن نجوم السوشيل ميديا الحقيقيين هم الذين يمتلكون حسابات ينشرون من خلالها كل ما هو مفيد صحيا وعلميا وأدبيا ورياضيا، وغيرها من المواضيع التي تثري محتوياتهم ويقبل عليها الجمهور المتابع.

وأوردت أن "نجوم الإعلام الاجتماعي هم الذين يتقنون أساسيات استخدام قنوات الإعلام الاجتماعي ويضعون لأنفسهم استراتيجية ظهور علمية، ويوفرون محتوى أصيلاً ومتميزاً، ويجيدون استخدام أدوات القياس والتفاعل والتقييم".

كما وصرحت بأن الأشخاص الذين يثيرون جدلا بهدف الشهرة وبروباعندا إعلامية لا أكثر كالخوض بأمور مثل الدين والسياسة والجنس والفضائح، هؤلاء بغض النظر عن مدى إساءتهم للمتابعين ولأنفسهم، ما يهمهم هو الشهرة وكسب أكبر عدد من المتابعين.

في كل زمن هناك أناس بارزون ومؤثرون؛ في السابق كان التلفزيون أو غيره من الوسائل الإعلامية المتاحة وراء شهرتهم، أما اليوم فببساطة لدينا السوشيل ميديا إذ يمكن لمن يمتلك المقومات لأن يكون نجما بأن ينشئ حسابا ويبدأ بالنشر.

 

*أتوجد مراكز تدريبية في البحرين لتدريب الراغبين على مواقع التواصل؟

نعم، لقد قام النادي العالمي للإعلام الاجتماعي بالتعاون مع تمكين وبعض المعاهد في البحرين بتقديم ورش عمل وشهادات احترافية في مجال الإعلام الاجتماعي من أرقى المعاهد العالمية.

 

*أين تجد نفسك كناشط على السوشيل ميديا؟ وكيف تقضي وقتك في رمضان؟

لا أعتبر نفسي ناشطا بل موجه/مرشد؛ أوجه وأرشد الافراد والمجموعات والمؤسسات الى الاستخدام الامثل لوسائل التواصل الاجتماعي.

وعن الشهر الفضيل، فانا أقضي وقتي بين اللقاءات العائلية وزيارة الاصدقاء والمعارف في المجالس الرمضانية، وفي العمل نهارا مستغلا وقت الصوم كي انجز ما لديّ من أعمال مكتبية وبحثية.

 

*كلمة أخيرة:

من خلال مناقشات عديدة لي مع شخصيات بارزة،خلصتُ لنتيجة مفادها أن السبب الرئيس وراء عدم استخدام معظمهم لمواقع التواصل الاجتماعي هو وجود هواجس لديهم من استخدام هذه الوسائل، خاصة أن جمهور المتابعين غير معروف بكامله من قبلهم، إضافة إلى خشيتهم من وصول رسائلهم بطريقة خاطئة.

هذه الهواجس منطقية ومبررة أحيانا، لكن يجب ألا تكون مبررا لعدم استخدام مواقع الإعلام الاجتماعي، والتخلص منها يكون عبر بناء خطة ظهور مدروسة على تلك الوسائل، والإجابة على أسئلة من قبيل: ما هو الهدف الذي أريد تحقيقه من استخدامي لتلك الوسائل؟ وما هو الشكل الذي يجب أن أظهر فيه؟ واللغة التي سأستخدمها، والمواضيع التي سأكتب فيها.

الإجابة الدقيقة على تلك الأسئلة ترسم استراتيجية ظهور عملية مثمرة لاستخدام مواقع الإعلام الاجتماعي وتحد من المفاجآت غير السارة التي يخشاها المستخدم، كما يمكن توظيف شخص مؤتمن للكتابة وإدارة الظهور -كما يفعل معظم السياسيين والبارزين-، وسرعان ما سيكتشف المستخدم مدى أهمية ظهوره على هذه الوسائل في خدمة تحقيق الأهداف التي يطمح لها.