العدد 3528
الثلاثاء 12 يونيو 2018
banner
مكافحة الانتحار
الثلاثاء 12 يونيو 2018

شهدت بعض الدول حالات انتحار لشباب متعلمين وفي مقتبل العمر ولم يواجهوا بعد الحياة بتحدياتها وصعوباتها كي نقول إنها كانت السبب في دفعهم للإقدام على هذه الفعلة الشنيعة، وكان الغريب انسياق بعض المراهقين لأوامر وتعليمات من مصدر غير معلوم لهم، فيؤذون أنفسهم ويعيشون في عزلة عن أسرتهم ومجتمعهم ليصل بهم الحال إلى التخلص من حياتهم كلها إرضاء لهذا الكائن المجهول عنهم، في الوقت الذي يواجه فيه الآباء في زماننا هذا معاناة حقيقية في إقناع أولادهم بسلوكيات أو اتخاذ قرارات معينة، فما الذي أعطى هذا المجهول هذه السلطة الكبيرة، وما الذي انتزعها نزعا من أصحابها الأصليين.

تشير الإحصائيات إلى أن الانتحار ظاهرة موجودة في الكثير من الدول المتقدمة منها والنامية، فها هي اليابان بكل ما وصلت إليه من علم وتكنولوجيا وما يتسم به شعبها من حب للحياة والعمل تعرف يوما وهو الأول من سبتمبر بأنه “يوم انتحار المراهق في اليابان”، وتأتي نيوزيلندا كأعلى دولة في معدلات الانتحار بين الفئة العمرية 15 إلى 19 عاما، بنسبة 15.6 %، بينما تقترب هذه النسبة من 8 % في الولايات المتحدة الأميركية، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 800 ألف شخص ينتحرون سنويا، وأكثر من 78 % من حالات الانتحار تحدث في دول منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل.

على المعنيين الاهتمام بهذه الظاهرة المقلقة اجتماعيا، وتحديد الأسباب التي تدفع المراهقين والشباب الذين لا تقع على عاتقهم ضغوط مالية كبيرة أو حتى لم يتورطوا في علاقات عاطفية صادمة ولم يتعرضوا لمواقف خطيرة، لهذا المصير المؤلم.

البعض يركن للتفسير البيولوجي السهل لمثل هذه الظواهر، وحتى لتبرير كثير من السلوكيات الخطيرة والشاذة التي لا يقبل بها عقل ولا يقرها دين، ومثل هذا التفسير ضرره أكبر من نفعه وخصوصا أنه قد يؤدي للقبول بهذه الأمراض في مجتمعاتنا وعدم الاجتهاد جديا في معالجتها ومكافحتها والتخلص منها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية