+A
A-

تفاصيل مثيرة لتصفية مستشارين إيرانيين على أرض ليبيا

كثفت إيران خلال الفترة الأخيرة جهودها للحصول على موطئ قدم في ليبيا واستغلال الفوضى السياسية والأمنية المستمرة منذ سقوط نظام معمر القذافي لتعزيز وجودها في المغرب العربي ودول الساحل الإفريقي وتحقيق امتدادات استراتيجية في المنطقة العربية وإفريقيا.

وينقل الطموح الإيراني لتصدير الثورة والنموذج الخميني فصلاً من المواجهة مع إسرائيل بعيداً عن ساحة الصراع الساخن في سوريا فيما "يصعد مع توسع إيران دور إسرائيل الإقليمي"، ليشمل دولاً لا توجد على حدود الدولة العبرية.

وسبق التناوش الإيراني الإسرائيلي في ليبيا لقاءات سرية خارج ليبيا جمعت دبلوماسيين ومسؤولين أمنيين إيرانيين بناشطين وفاعلين سياسيين وعسكريين ورجال أعمال ليبيين بعضها عقد في تونس ومالطا بهدف اختراق الساحة السياسية والدينية الليبية.

وأرسلت إيران مستشارين عسكريين من الحرس الثوري في مهمات خاصة لكن اثنين من الإيرانيين لقيا حتفهما في جنوب ليبيا حسب ما علمت "العربية.نت" من مصادر ليبية موثوقة.

"صفعة لمشروع إيران"

وقال مصدر أمني طلب عدم الكشف عن اسمه لـ"العربية.نت" إن "الإسرائيليين راقبوا قبل فترة عنصرين من الحرس الثوري الإيراني منذ لحظة دخولهما ليبيا عبر منفذ الذهيبة على الحدود مع تونس حتى وصولهما بلدة صغيرة في الجنوب حيث تمت تصفيتهما من طرف مسلحين مجهولين يعتقد أن لهم علاقة بجهاز المخابرات الإسرائيلية الموساد".

‏ يشكل الحادث الغامض "صفعة لمشروع إيران التغلغل في ليبيا بعد سوريا والعراق ولبنان واليمن وتصدير الفتن والصراعات الطائفية إليها"، في رأي مراقبين.

وتقدم مصادر ليبية متطابقة تفاصيل مثيرة عن مهمة المستشارين العسكريين الإيرانيين اللذين تمت تصفيتهما في جنوب ليبيا "التواصل والتنسيق مع مقاتلي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وعناصر داعش الذين فروا من الرقة في سوريا إلى ليبيا عبر تركيا والسودان".

وكانت قيادة الجيش الليبي قالت إن متطرفين عبروا من منفذ بري على الحدود مع السودان إلى مدينة الكفرة واتجهوا منها إلى أوباري أقصى جنوب غرب ليبيا.

الطمع في اليورانيوم

وتشدد المصادر الليبية على أن خبراء عسكريين إيرانيين تم استدراجهم من منطقة الجبل الغربي غرب العاصمة طرابلس المتاخمة للحدود مع تونس إلى الجنوب الغني بالموار الطبيعية بما فيها اليورانيوم.

وتطمع طهران في استيراد شحنات منه وفي استغلال جماعات مسلحة وتنظيمات متطرفة تتمركز جنوب ليبيا وتعمل على تقويض الاستقرار في جميع دول المنطقة.

وتستخدم الحكومة في طهران جماعات كهذه عادة كورقة ضغط في مناكفة وابتزاز الدول العربية.

ولا تفرض حكومة الوفاق المنبثقة عن اتفاق الصخيرات والمدعومة من الأمم المتحدة سيطرتها على الحدود الطويلة مع مصر.

المغرب وموريتانيا

وقطع المغرب في أيار/مايو الماضي علاقاته مع إيران احتجاجاً على دعم ميليشيا حزب الله لجبهة البوليساريو الانفصالية.

وخلال الأسبوع الماضي داهمت سلطات موريتانيا مجمعاً شيعياً تموله جهات إيرانية في حي شعبي بالعاصمة نواكشوط فيما أطلق ناشطون جزائريون حملة على وسائل التواصل للضغط على حكومة بلادهم حتى تطرد ضابط المخابرات الإيرانية والملحق الثقافي بالسفارة أمير موسوي.

وموسوي متهم بالعمل على "نشر التشيع في الجزائر وصناعة خلايا استخباراتية شيعية" وبالتورط في ربط الاتصال بين مقاتلي البوليساريو وحزب الله ونقل أسلحة وذخيرة من لبنان إلى مخيمات تندوف معقل المتمردين الصحراويين في جنوب الجزائر.