العدد 3519
الأحد 03 يونيو 2018
banner
بلا حدود علي مجيد
علي مجيد
“لن نفرط بلاعبينا”.. أوراق خريف!
الأحد 03 يونيو 2018

في الوقت الذي تتباكى فيه غالبية الأندية المحلية (إعلاميًّا) من شحِّ خزائنها وضعف الموارد المالية وتقليص الميزانية المخصصة من قِبل وزارة شؤون الشباب والرياضة، نندهش مع نهاية كل موسم رياضي يخرج علينا رئيس نادٍ أو مسؤول يمثله ويصرح بالفم المليان “لن نفرط بلاعبينا ولن نساوم عليهم”، في موقف قوي وحازم وبمثابة تهديد ووعيد أمام الطامعين والمتربصين، ولكن بعد فترة وجيزة ندرك تمامًا أن تلك المقولة ما كانت إلا أوراق خريف”!

فعلى سبيل المثال لا الحصر، رئيس نادي المالكية جاسم عبدالعال صرح في هذا الجانب “أن إدارة ناديه وعشاق الفارس يراهنون على الفرسان والمحافظة على مكتسبات الأعوام الماضية من خلال المحافظة على اللاعبين وعدم التفريط بهم وغلق الباب على الجهات كافة الطامعة والمتربصة لزعزعة واستقرار الفريق وخطف نجومه...”. هذا الحديث كان بتاريخ 22 مايو، وبعدها بأيام قليلة رحل لاعبه سيد محمد السهلاوي لصفوف الأهلي (انتقال حر)، ورحيل ثانٍ بات وشيكًا للاعبه الدولي سيدرضا عيسى لصفوف الرفاع، والقائمة قد تطول في الأيام المقبلة!

رئيس نادي الشباب ميرزا أحمد هو الآخر له تصريح في هذا الشأن “... أن الإدارة جادة في المحافظة على وحدة الفريق الذي تعبت في تكوينه منذ 3 مواسم ماضية، ولن نفرط في أي من لاعبي فريق الكرة مهما كانت المغريات، وأن التمسك باللاعبين وتدعيم الاستقرار الفني خطوة تجسد استراتيجية النادي في الحفاظ على أبنائه المتميزين...”. هذا الكلام ما زال ساري المفعولية حتى الآن، ولكن إلى متى سيصمد الماروني خصوصًا أن غالبية لاعبيه وفي مقدمتهم “دوليو الأولمبي” وسيد أحمد جعفر “كريمي” في مرصد الأندية؟!

الخلاصة.. “الوسط الرياضي” ومسؤولو الرياضة “كبارًا وصغارًا”، متفقون أن الأندية والمناطق القروية هي المنبع والمصدر الأساس للاعبين بمختلف الألعاب، والكمية التي يتم تصديرها بين فترة وأخرى أكثر وأكبر مما هي موجودة في أندية المدن، والدلائل كثيرة لا تعد ولا تحصى، كما أن الجميع يتفق أيضًا على أن الأندية القروية تفتقر للأموال وللمشروعات الاستثمارية التي تدر عليها أموالاً تدعم أهدافها وتجعلها تحافظ على مكتسباتها واستراتيجيتها التي عملت عليها لسنوات وسنوات عديدة، وهذا ما يضعها أمام “طُعم سهل الابتلاع” أمام “أندية الأموال” التي تدغدغ مشاعر “النادي الفقير” وتجعل لُعاب اللاعب “المغلوب على حاله” يسيل من شدة المغريات وتحرك فيه روح التفاؤل والأمل لتكوين وبناء مستقبله بالشكل الذي يلبي طموحه وهذا ما لن يتحقق وهو في ناديه العاجز.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .