العدد 3514
الثلاثاء 29 مايو 2018
banner
بين القيادتين والشعبين... المحبة بحرينية عمانية
الثلاثاء 29 مايو 2018

الحنين، وشريط الذكريات والأشواق، المنامة والمحرق والقرى... سواحل البحرين ونخيلها، كلها تأتي تباعًا بحرارة عندما تتحدث مع أهل عمان الكرام الذين عاشوا في البحرين، أو عاش أجدادهم وآباؤهم ونقلوا لهم ما ورثوه من حب للبحرين، والحال ذاته بالنسبة للبحرينيين الذين عاشوا في عمان، وورثوا ذلك الحب لأبنائهم، حيث إن حديث السفينة والبحر والنخيل وتراب الوطن العزيز، يمتثل في الحب العماني البحريني.

هذا التواصل لا يقتصر على أبناء البلدين، بل هو من ثمار الأخوة والتعاضد بين القيادتين الرشيدتين، وطرأت هذه الخواطر ونحن نشهد النمو والتطور وعمق ومتانة العلاقات البحرينية العمانية كما ورد في الاتصال الهاتفي لصاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان مع جلالة العاهل المفدى وسمو رئيس الوزراء، ولله الحمد والشكر، فإن نفحات شهر رمضان المبارك فيها من الخير واليمن والبركات ما يسعد القلوب، فمثل هذا التواصل لا يقتصر على تبادل التهاني والاعتزاز بالعلاقات بقدر ما يمثل تقوية لبنيان صرح التعاون والتنسيق الثنائي ومتابعة التطورات في المنطقة.

من حسن الطالع، أنني أشرت في مقال يوم الثلاثاء الماضي بعنوان: “آن أوان الأيام المشتركة البحرينية العمانية” إلى عمق العلاقات التاريخية الوطيدة والشراكة الاستراتيجية الوثيقة التي تجمع البلدين، والحرص على تعزيز أوجه التعاون المشترك في المجالات كافة والتي تعود بالنفع على شعبي البلدين، وبالنسبة لنا، فإن الحكومة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، تستقي من توجيهات سموه الإدارة المتقدمة في فتح كل الآفاق للتعاون مع الأشقاء، فهذه كلها معطيات تجعلنا نقترح أن يتم تنشيط فكرة الأيام المشتركة سواء الاقتصادية التجارية الاستثمارية أو الثقافية أو الشعبية التراثية، وهذه الفكرة لاقت استحسان الكثيرين، سواء من المعارف والأصدقاء والأحبة في بلادنا الغالية البحرين أو في سلطنة عمان الشقيقة.

البحرين وعمان لهما توافق وتناغم كبير، على مستوى القيادة والشعب، يضع المصلحة القومية في أول الترتيب، لهذا هناك الانتماء إلى الإسلام والعروبة وهناك وحدة الدم والمصير، وكل ذلك يفضي إلى توافق على صيانة المصالح الإسلامية والعربية والخليجية التي تقوم على أسس بناء العلاقات العربية – العربية القادرة على اكتساب القوة والرسوخ والنهوض بالعمل العربي المشترك.

وهناك جانب آخر مهم، وهذا من الثوابت في سياسة عمان والبحرين، وأعني به دعم كل القضايا العادلة وتحقيق كل الخيارات التي تضيف مكتسبات لاسيما إلى منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

مسك الختام (خاطرة): يتحدث لي الكثير من الأصدقاء العمانيين، حين يأتي ذكر من عاش من أجدادهم أو آبائهم أو هم أنفسهم حيث عاشوا هنا ردحًا من الزمن، عن أجمل أيام العمر في وطن تعلموا من قيادته وشعبه القيم الرائدة كالإخلاص في خدمة الأوطان وتعميرها، وتنشئة الأبناء على المحبة والتعايش والسلام واحترام كل الناس، فهذه القيم التي تعلمناها من القادة هي التي تجعلنا في محبة دائمة، وصفة لأكثر الشعوب المحبة للوئام، ونسأل الله أن تجمعنا هذه السمات على الخير والسلام دائمًا وأبدًا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .