+A
A-

الحكومة العراقية.. حراك سياسي بعيد عن الطائفية

رئيس جمهورية كردي.. ورئيس وزراء شيعي.. ورئيس برلمان سني.. هكذا تشكلت الخارطة السياسية للعراق ما بعد 2003، لكن هل ستكسر هذه القاعدة المتبعة منذ 15 عاماً؟

تغريدة الصدر الأخيرة حول نيته بتشكيل تحالف عراقي شامل، هي رسالة تطمينية لكافة فئات المجتمع بأن لا عودة للمحاصصة الطائفية، واللقاءات والاتصالات الأخيرة التي جمعت الصدر بمختلف رؤساء الكتل، أكدت على ذلك.

وفي هذا الإطار قال النائب عن كتلة الأحرار النيابية، مناضل الموسوي، الثلاثاء، لـ"العربية.نت": إن الصدر يسعى إلى أن لا يعود إلى مبدأ التوافقات والمحاصصة في تشكيل الحكومة، وأن يكون مبدأ التكنوقراط هو الأساس لاختيار الكابينة الحكومية المقبلة، مضيفاً أنه من المبكر الحديث عن التحالفات الآن.

وأضاف الموسوي، كما أن من مقترحات "سائرون" هو أن يبقى ملف تشكيل الحكومة بعيداً عن أي تأثير إقليمي أو أجنبي، كون ذلك يصب في مصلحة العراق.

إيران تتودد للصدر

وفي هذا السياق يبدو أن مباحثات قاسم سليماني في بغداد، لم تصل إلى ما تطمح إليه إيران في تشكيل حكومة عراقية موالية لها.

فالسفیر الإیراني في بغداد، إيرج مسجدي، نفى ما تردد من شائعات حول وجود بعض الخلافات بین إيران ومقتدى الصدر، معتبراً أن الصدر تربطه علاقات تاريخية متجذرة مع إيران، مضيفاً أن قاسم سليماني أيضاً يكن له كل الاحترام.

وقال المحلل السياسي، حميد الزيادي، لـ"العربية.نت": "إن إيران تسعى بمغازلة الصدر من أبواب عدة للتقرب منه، إذ كلام السفير الإيراني في بغداد جاء متناغماً مع كلام مستشار المرشد الإيراني، علي أكبر ولايتي، الذي عبر عن المباركة الإيرانية للانتخابات العراقية ونتائجها".

التحالف الكردي ينهض من جديد

من جانب آخر تسعى القوى السياسية الأخرى، للملمة شتاتها ونسيان خلافاتها لتوحيد خطابها التفاوضي مع بغداد. ونقلت مصادر مطلعة من أربيل أن حزبي الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني سيجتمعان اليوم في بغداد مع الفرقاء السياسيين ببغداد، ووضع خلافاتهما جانباً للخروج بمرشح لرئاسة الجمهورية، المنصب السيادي والمهم لتشكيل الحكومة، إذ إن رئيس الجمهورية هو من يدعو الكتلة الأكبر بتقديم مرشحها لتشكيل الحكومة، وفقاً للدستور.

وكشف عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني شيرزاد قاسم سعيد/ اليوم الثلاثاء، عن أبزر ما سيتناوله الوفد الكردي خلال زيارته للكتل الفائزة في بغداد.

وأوضح سعيد أن الوفد الذي سيصل بغداد اليوم سيتكون من جميع القوائم الكردية الفائزة في الانتخابات، مبيناً أن للوفد الصلاحية في إيجاد المفاوضات مع جميع الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات في سبيل التهيئة إلى تشكيل الكتلة الأكبر وتشكيل الحكومة المقبلة.

وعن شروط الكرد، قال قاسم إن الوفد الكردي سيشترط على الكتل المتفاوضة بالالتزام بالدستور العراقي وتنفيذ جميع بنوده بدون انتقائية، وهذه الخطوة الأولية في سبيل حل جميع الأزمات المتراكمة بين الإقليم والمركز.

وأكد قاسم أنه ليس لدينا خط أحمر على أي كتلة فائزة، مشيراً إلى أن زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، قد هنأ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بفوز "سائرون" بالمرتبة الأولى، بالإضافة إلى اللقاءات مع إياد علاوي في أربيل والكثير من اللقاءات الأخرى مع الكتل السياسية.

ومن المقرر أن يصل وفدا الحزبين الديمقراطي والكردستاني، اليوم الثلاثاء، إلى بغداد للتشاور حول تشكيل الحكومة المقبلة.