"القياس والتقييم التطبيقي للمعلمين"، هو أحدث كتاب ضمن سلسلة الكتب المنشورة للأستاذ الدكتور راشد حمَّاد الدوسري.  ويُعتبرُ هذا الكتاب أول كتاب في الوطن العربي يوظف الشِّعر العربي لشرح مفاهيم القياس والتقويم التربوي، وتبسيطها. حيث قام مؤلف الكتاب بتأليف مجموعة من الأبيات الشعرية التي تشرح تلك المفاهيم وتوضحها للقارئ.  كما روعي في تقديم المعادلات الإحصائية الواردة في الكتاب أن تكون في صورة  لفظية، والابتعاد عن الرموز الرياضية؛ حتى يتمكن المعلم من فهمها بسهولةٍ ويُسرٍ. ورغم أن هذا الكتاب مُوجَّهٌ أساساً للمعلم، ألا أنه يمكن استخدامه في تعليم مبادئ القياس والتقييم التربوي الصفي لطلبة بكالوريوس التربية، وطلبة ماجستير القياس والتقويم التربوي، وكمقرر تمهيدي لطلبة الدكتوراه في التربية.

وقد جاء في مقدمة الكتاب ما يلي:

عندما يلتحق الطالب بكلية التربية، ليكون مُعلِّماً، يدرس مقرراً واحداً فقط في القياس والتقويم التربوي، وذلك في أغلب الأحيان.  وعندما يمارس مهنة التعليم الصفي، ويبدأ في تقييم مستوى طلبته التحصيلي، يحتاج إلى المعرفة، والمهارات، والكثير من الأدوات والأساليب المتعلقة بالقياس والتقييم الصفي، لتساعده في تقييم تعلم الطالب من جهة، وتحسين تعليمه الصفي وتطويره، من جهةٍ أخرى.  لذلك يلجأ المعلم إلى المخزون المعرفي، وما اكتسبه من معرفة ومهارات في التقييم الصفي في ضوء ما تعلمه في مقرر القياس والتقويم التربوي المذكور؛ ناهيك عن استخدام ما تعلمه من مهارات ومعارف في الورش والدورات التدريبية التي يشارك فيها من عام دراسي إلى آخر، والتي تنظمها وزارة التربية والتعليم.  ولكن ليس بالضرورة أن يستخدم كل المعلمين، أو الغالبية الساحقة منهم، تلك المعارف والمفاهيم؛ حيث يطبق بعضهم ما يراه مناسباً له، وفق ما يعرفه في القياس والتقييم الصفي، وما يعتقد أنه صحيح في حدود خلفيته المعرفية عن ذلك، على الرغم من التزامه بخطة تقييم الطالب على مدار الفصل الدراسي.  ولكن، في حدود معرفتنا، لا يوجد لدى المعلم دليل أو مرشد في القياس التربوي والتقييم الصفي يستطيع تطبيقه واستخدامه بشكلٍ عملي ومباشر وبسيط، عند تقييم مستوى تحصيل طلبته.  لذلك جاء هذا الكتاب ليسد ثغرة كبيرة، في اعتقادنا، في مجال القياس والتقييم الصفي التطبيقي في المدرسة، وليعزز معرفة المعلم ومهاراته في هذا العلم، حتى يستطيع تحسين تعليمه الصفي، وتحسين تعلم طلبته.  ولقد حرصنا أن يكون الكتاب تطبيقياً ومباشراً في عرضه، ومُعزَّزاً بأمثلة تطبيقية مشروحة شرحاً تفصيلياً من واقع التعليم الصفي اليومي للمعلم والطالب،وذلك لتقريب المفاهيم لدى المعلم، وبناء مهاراته في القياس والتقييم الصفي.  كما آثرنا الابتعاد عن الشروح الطويلة للمفاهيم والمهارات، حتى لا يضيع المعلم في خضم النظرية ويبتعد عن الهدف الأساسي الذي يرمي إليه هذا الكتاب، وهو التطبيق العملي. بل تم في كل فصل تقديم نبذة مختصرة عن المفهوم المستهدف بالتطبيق، وتعريفه بشكلِ موجز ومباشر.  ومن الجوانب المهمة في هذا الكتاب، أنه يسلط الضوء على الموضوعات التي يحتاجها المعلم في القياس والتقييم الصفي، ويبتعد عن الموضوعات التي قد لا يحتاج إلى استخدامها ، على المدى القصير، في الأقل، والتي يمكن للمعلم الاطلاع عليها، إن شاء ذلك، في مصادر أخرى.  مثل الرتبة المئينية لدرجة الطالب في الاختبار، والدرجة الزائية، والدرجة التائية، ومعامل ارتباط فاي، ومعامل ثبات التجزئة النصفية.  كما تم إدراج موضوعات جدديدة في الكتاب، ربما تُعتبر جديدة على المعلم، حيث لم يتعلمها في برنامج البكالوريوس في التربية، ولكنها مهمة جداً في نظرنا لتطوير المعلم ومهاراته ومعارفه في القياس والتقويم الصفي، وإطلاعه على التطورات الحديثة في هذا المجال، مثل كيفية تحديد درجات القطع ومستويات الأداء، التي سيحتاج إليها عند بناء مقاييس التقدير وقواعد التصحيح لمهمات الأداء (المشروعات والبحوث، مثلاً) التي سينفذها طلبته. وكذلك موضوع " تحيز فقرة الاختبار"، وكيفية تقدير ذلك التحيز كمياً، لمعرفة ما إذا كانت الفقرة متحيزة لفئة من الطلبة دون أخرى، مثل الطلبة ذوو المستوى التحصيلي المنخفض، أو ذوو المستوى التحصيلي المرتفع.  كما أضفنا موضوعاً مهماً للمعلم، وهو " مقاييس التقدير وقواعد التصحيح"، كي يستطيع قياس وتقويم مهمات الأداء التي ينفذها طلبته في المقرر الدراسي؛ قياساً علمياً صحيحاً وصادقاً إلى حدٍ كبير.  كما قام مؤلف هذا الكتاب بنظم مجموعة من الأبيات الشعرية حول المفاهيم الأساسية في القياس التربوي، والأهداف التعليمية، وبناء فقرات الاختبار التحصيلي؛ وذلك لتقريب تلك المفاهيم والموضوعات إلى ذهن المعلم والقارئ بصورة مُشوٍّقة.

ينقسم الكتاب إلى أحد عشر فصلاً، وهي: المفاهيم الأساسية في القياس والتقويم التربوي، وتصنيف الأهداف التعليمية في المجال المعرفي (العقلي)، في ضوء تصنيف بلوم المُعدَّلْ، قياس وتقييم أهداف التعلم في المجال المعرفي (العقلي)؛ وأهداف التعلم، وبناء جدول مواصفات الاختبار التحصيلي الصفي، ومعايير بناء فقرات الاختبار التحصيلي الصفي، وتحليل فقرات الاختبار  التحصيلي الصفي، والعلاقات الارتباطية وثبات درجات الاختبار، وتحديد درجات القطع ومستويات الأداء، وتحيز فقرات الاختبار التحصيلي الصفي، ومقاييس التقدير وقواعد التصحيح.