+A
A-

أوبك تراقب عن كثب هبوط إنتاج النفط في فنزويلا

تراقب منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" عن كثب هبوطا في إنتاج النفط في فنزويلا لتعرف ما إذا كان انخفاض الإمدادات من البلد العضو يحتاج إلى تحرك من جانب المنظمة، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر.

ويمثل هذا تحولا في الموقف عما كان في وقت سابق هذا العام عندما قلل مسؤولو أوبك من أهمية انخفاض إنتاج فنزويلا. كما يأتي بعد ارتفاع الأسعار وتقلص المخزونات العالمية الذي يزيد من أهمية تراجع الإمدادات.

وساعد انخفاض إنتاج فنزويلا بسبب أزمة مالية أوبك على خفض إمداداتها بأكثر من المستويات التي استهدفتها في اتفاقها مع روسيا ومنتجين آخرين لتقليص الإمدادات والتخلص من تخمة المعروض في الأسواق العالمية.

وسيخضع الاتفاق الذي بدأ تطبيقه من يناير/كانون الثاني 2017 ويستمر حتى نهاية 2018 للمراجعة عندما تجتمع أوبك في 22 يونيو/حزيران لمراجعة سياستها. 

ووصل التزام أوبك بالاتفاق إلى مستوى غير مسبوق بلغ 166% في أبريل/نيسان، وهو ما يعني أنها خفضت الإمدادات بأكثر من المستهدف.

وقال مندوب في أوبك "ربما، إذا كانت السوق بها نقص في المعروض، ستكون هناك حاجة لإجراء بعض التعديل"، في إشارة إلى اجتماع يونيو/حزيران.

وانخفضت المخزونات العالمية مقتربة من متوسطها لخمس سنوات، وهو المعيار الذي استهدفته أوبك وحلفاؤها في البداية.

وقاد خفض الإمدادات، إلى جانب مخاوف من تعطل بعض الإمدادات بسبب العقوبات الأمريكية على إيران، أسعار النفط إلى الارتفاع فوق 80 دولارا للبرميل الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2014.

وجرى تداول خام القياس العالمي مزيج برنت عند 78.33 دولار للبرميل اليوم.

ولم تتأثر الإمدادات الإيرانية بقرار الولايات المتحدة الانسحاب من اتفاق نووي دولي وتحذيرها من أنها ستفرض عقوبات صارمة على طهران.

وفي الأسبوع الماضي قال وزير الطاقة الإماراتي الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة أوبك إن المنظمة لديها قضايا أكثر أهمية من إيران يتعين عليها أن تعالجها. وأشار إلى فنزويلا.

انخفاض لأدنى مستوى منذ فترة طويلة

وقبل أن يلتقي وزراء أوبك وحلفاؤها، سيكون ملف إنتاج فنزويلا حاضرا في الاجتماعات الفنية، بما في ذلك اجتماع اللجنة الفنية المشتركة التي ستجتمع في جدة يومي الثلاثاء والأربعاء، فضلا عن اجتماعات أخرى من المتوقع أن تعقد في يونيو/حزيران.

وانخفض إنتاج فنزويلا النفطي إلى أدنى مستوى لفترة طويلة عند 1.505 مليون برميل يوميا في أبريل/نيسان، وهو ما يقل بنحو 500 ألف برميل يوميا عن مستوى الإنتاج المستهدف لها في أوبك. وفاز الزعيم الفنزويلي اليساري نيكولاس مادورو بفترة رئاسية جديدة مدتها ست سنوات يوم الأحد.

وقال مندوب ثان في إشارة إلى إنتاج فنزويلا "ستجري مناقشته في الاجتماع القادم بالتأكيد".

وتراقب أوبك إنتاج فنزويلا عن كثب مع اقتراب المخزونات العالمية من المستوى الأصلي المستهدف في اتفاق خفض الإمدادات.

ووفقا لبيانات أوبك، هبطت مخزونات النفط في الدول الصناعية الكبرى في مارس/آذار إلى تسعة ملايين برميل فوق المتوسط لخمس سنوات انخفاضا من 340 مليون برميل فوق ذلك المستوى في يناير/كانون الثاني 2017.

وكان الهدف الأساسي لاتفاقات الإنتاج خفض المخزونات إلى ذلك المستوى، لكن مسؤولين يقولون منذ ذلك الحين إن هناك معايير أخرى يجب وضعها في الاعتبار، مثل الاستثمار في صناعة النفط.

وعندما كانت المخزونات أعلى في وقت سابق من هذا العام، قلل المسؤولون من أهمية انخفاض إنتاج فنزويلا. وفي يناير/كانون الثاني، استبعد مصدر بارز في أوبك زيادة الإنتاج "حتى إذا كان هناك تعطل في الإمدادات" من إيران أو فنزويلا.

وعلى الرغم من أن النبرة تغيرت الآن، فإن أوبك ليست مقتنعة بعد بأن تعديل اتفاق خفض الإمدادات في يونيو/حزيران مضمون.

وقال مندوب ثالث في أوبك "يجب علينا أن نترك الاتفاق يمضي قدما" مضيفا أنه يمكن إجراء تعديلات في وقت لاحق من العام إذا كانت هناك حاجة إليها.