العدد 3505
الأحد 20 مايو 2018
banner
جولة رمضانية
الأحد 20 مايو 2018

تلقيت اتصالا من أحد المهتمين، يسألني عن رأيي الخاص في بعض ما يعرض حاليا على شاشات التلفزيون تحت مسمى الدراما الرمضانية، حقيقة، تهربت من الإجابة معللة ذلك بـ “تو الناس.. ما شفنا شي”، إلا أن الأخير رد علي متهكما “يا أستاذة الجواب باين من عنوانه”، ووجدت نفسي بسرعة فائقة أراجع عناوين المسلسلات الدرامية التي يتم عرضها حاليا، ودعاياتها الخاصة، ولا أنكر هنا كمية الجرأة التي باتت تتناولها هذه المسلسلات سواء بسياق القضية التي تتم معالجتها أو حتى المشاهد التي يتم تمثيلها، حيث استطاع المتصل أن يشدني نحو ما يريد بعبارة واحدة، أصبحت إيقاعا أساسيا لجميع الأعمال التي تعرض في هذا الشهر المبارك، ألا وهي الخروج عن المألوف وإن كان على حساب الذوق العام.
الجدير بالذكر أن “الذوق العام” بات متقبلا الكثير من المشاهد التي تصدر العنف واللاأخلاق، ومن تجربة شخصية لي كأم وباحث في إعلام الطفل، فإنني أحتاج أن أغير القناة التي أتابعها بمعدل لا يقل عن مرتين كل عشرين دقيقة، لما يقدمه التلفاز من محتوى غير لائق أو عنيف، لا أتقبل عرضه أمام أطفالي.
وعروجا إلى الدعايات التلفزيونية المروجة لمعظم البرامج والمسلسلات أو حتى المنتجات الاستهلاكية، فتعد إعلانات التلفزيون الأكثر مطالعة في أغلب الأحيان ذلك أن معظم القنوات الفضائية التي باتت تتبع السياسة الربحية - وهي سياسة تعتمد تقديم الإعلانات في المقام الأول على المضمون أو الرسالة الإعلامية المقدمة من خلال الوسيلة - باتت الدعايات تعرض علينا إجبارا من خلال تكرارها كفواصل ما بين فقرات العرض التلفزيوني الواحد، فالحلقة الدرامية المصورة باتت لا تتخطى العشرين دقيقة إلا أنها تعرض كساعة تلفزيونية كاملة، تحسبًا لوقت الرعاية الإعلانية.
الجدير بالذكر أن هناك شركات دعائية تبدع في طرح الأفكار، معتمدة على إثارة الجدل  كمحفز ضروري لانتشار اسم الشركة، ومنها على سبيل المثال شركة زين الكويت التي قدمت دعاية تلفزيونية نالت مقدارا من الاستحسان والنفور في ذات الوقت، وبعيدا عن الفكرة المقدمة من خلال الدعاية التي تظهر طفلا يناجي عددا من زعماء دول القوى العظمى لينظروا بعين الرأفة لحال المسلمين، وبعيدا عن استحسان الفكرة من البعض أو رفضها من قبل البعض الآخر، أجد “زين” لعبت على العاطفة وهي غالبا المحرك الأساسي لمجتمعاتنا العربية، ولا أستبعد أبدا أن تكون الشركة درست مسبقا ردود الفعل قبل انطلاق الدعاية التي أثارت موجة من البلبلة أدت إلى منعها من العرض على عدد من القنوات، وبهذا تكون الشركة وصلت بالفعل إلى هدفها الدعائي المنشود.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .