العدد 3492
الإثنين 07 مايو 2018
banner
في الفشل الإيراني (2)
الإثنين 07 مايو 2018

قيادة طهران هي التي افترضت أنّها أذكى من أعدائها! وأنها تستطيع قيادة اللعبة وفق قوانينها وقياساتها المزدوجة، أي يمكنها العودة إلى النادي الدولي من باب «الثورة»! أو يمكنها ادّعاء المحورية والقطبية على مستوى الجوار الجغرافي وتوسّل كل طريقة غير شرعية وغير دستورية من أجل ذلك، فيما تلتزم المعايير المطلوبة والصحيحة مع باقي دول العالم!
وليس افتراء على الحقيقة أبداً، القول إنّ واشنطن بقيادة السيّئ الذكر باراك أوباما ومعها وخلفها كل دول الصفّ الأول أوروبياً، إضافة إلى روسيا والصين... أعطت إيران فرصة كبيرة من خلال الاتفاق النووي، وفتحت لها الأبواب على وسعها، وراحت هذه تتسابق في العودة إليها، على المستويين الرسمي والخاص، وإن ذلك في جملته، تمّ بآذان ديبلوماسية مقفلة، أي من دون الاستماع إلى التحذيرات الإقليمية، العربية أساساً، من مخاطر الانفتاح غير المضبوط والمشروط، لكن طهران، (وليس غيرها) ضيّعت الفرصة وأعادت الأمور إلى المربّع الأول، من خلال أدائها العدائي النافر إقليمياً، ومواصلتها تهديد مصالح الكبار والجوار، وادّعاء قدرتها على طلب «الشراكة» الوصائية معهم من أبواب الابتزاز والتخريب والترهيب والفتك بالأسس والقيَم التي تقوم عليها العلاقات الصحيحة والصحيّة بين الدول!
والترابط بين الداخل والخارج حتمي وطبيعي، سوى أن قيادة طهران اعتمدت حسبة خاصة بها، ومغايرة لتلك التي تقول إن نجاح الدول يبدأ من داخلها وليس من خارجها، حيث ارتأت تلك القيادة ولا تزال، أن بيع الإيرانيين «انتصارات» إقليمية، من اليمن إلى سوريا إلى لبنان مروراً بالعراق (وأية انتصارات؟!) يعوّض عن ضمور التنمية وازدياد الفقر وهبوط أسعار العملة الوطنية وازدياد عدد المهمّشين وسكّان العشوائيات وتنامي وقع الجفاف تبعاً لمشاريع سدود مائية قصيرة النظر وكارثية... إلخ، قبل أن يتبيّن العكس. بمعنى آخر: لا يمكن لفاشل أن يصدّر أو يُنتج نجاحاً! وأيّ ادعاء آخر لا يوصل إلاّ إلى ما وصلت وستصل إليه إيران... كوارث بالجملة لها ولغيرها.. والآتي أعظم!. «المستقبل».

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية