العدد 3490
السبت 05 مايو 2018
banner
إيران وإسرائيل وبينهما روسيا (2)
السبت 05 مايو 2018

رغم ما يبدو من تصعيد ظاهر بين إيران وإسرائيل بسبب تطورات الوضع في سوريا، إلا أنه تظل هناك مسافة كي يتطور هذا التصعيد لمرحلة خطيرة، بل إن الدولتين تحرصان على أن يبقى هذا التصعيد دون الحرب واسعة النطاق، رغم المسافة بين إيران التي ترى أن وجودها في سوريا شرعي من أجل حماية النظام السوري وبين إسرائيل التي تعتبر الوجود العسكري الإيراني الدائم في سوريا بمثابة خط أحمر لا يمكن أن تسمح به، فرغم أن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان على سبيل المثال حذر في حديث لراديو إسرائيل من اندلاع مواجهة شاملة، إلا أنه أعرب عن أمله في ألا يحدث هذا، بل اعتبر أن منع هذه الحرب أولوية رئيسية لإسرائيل دون أن ينفي حرص إسرائيل على الردع والاستعداد لأي تصرف إيراني متهور، وهذا هو السائد أيضًا لدى الطرف الإيراني، إذ دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى التهدئة رغم اتهامه إسرائيل بزيادة التصعيد وانتهاك الأجواء الجوية السورية، قائلا: “لا أعتقد أننا نسير نحو مواجهة إقليمية، لكنني أعتقد أن إسرائيل، للأسف، تواصل انتهاكاتها القانون الدولي، وتأمل بعمل هذا دون خوف من العقاب؛ بسبب الدعم الأميركي”.

هنا يأتي الدور الروسي لمنع تفاقم التوتر والتصعيد، وهو ما أكده مدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يالدين، بقوله: “إن إيران مصممة على تحصين مواقعها في سوريا، وإسرائيل عازمة على منعها، والحرب قادمة، إلا إذا تدخلت روسيا، التي توفر الغطاء الجوي للنظام، ولها علاقات مع كل من إسرائيل وإيران”.

إذا، روسيا تقف على مسافة بين إسرائيل وإيران وتتفهم مطالب ومصالح الجانبين وتحرص على عدم حدوث مواجهة شاملة بينهما، كما أن هناك قدرا من الخوف والتردد لدى كل من إيران وإسرائيل للسماح بأي رد فعل متهور قد يقود لهذه الحرب وهو تردد ناتج عن اعتراف متبادل بقدرة كل دولة على إلحاق خسائر فادحة بالأخرى في حال اندلعت هذه المواجهة وهو ما يجعلها بعيدة حتى الآن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية