العدد 3489
الجمعة 04 مايو 2018
banner
مصير الاتفاق النووي الإيراني (1)
الجمعة 04 مايو 2018

أقل من أسبوعين يفصلان العالم عن قرار الرئيس ترامب بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي الموقع مع إيران، وبحكم اهتمامي البحثي، أتابع بدقة التطورات المتسارعة بشأن الاتفاق النووي أو “إطار العمل المشترك” الموقع بين إيران ومجموعة “5+1”، حيث كان الاتفاق محور زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون وكذلك زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى واشنطن مؤخراً... وفي رصدي مجمل الأحداث المتواترة حول ملف إيران النووي، هناك أمور عدة أولها زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى واشنطن ونتائج محادثاته مع الرئيس ترامب بشأن الاتفاق النووي، حيث ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية أن الرئيس الأميركي نجح في تغيير وجهة نظر نظيره الفرنسي حيال إيران، ويقول التقرير إن ترامب قوض آمال حلفاء الولايات المتحدة في أن تضعف معارضته الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، بتشديده على أن وجهة النظر الوحيدة التي تغيرت خلال الزيارة الرسمية التي قام بها ماكرون للولايات المتحدة هي وجهة نظر الزعيم الفرنسي، ونقل التقرير عن ترامب وصفه ماكرون بقوله “أعتقد أنه ينظر إلى إيران الآن بشكل مختلف عما كان عليه قبل أن يخطو إلى داخل المكتب البيضاوي، أدرك وجهة نظري بشأن إيران”، وخلص ماكرون بحسب التقرير إلى أن ترامب سيتخلص من الاتفاق مع إيران “لأسباب داخلية”، وسيفرض “عقوبات قاسية جدا” على إيران، ويشير التقرير إلى أن ماكرون ذهب إلى واشنطن لإقناع ترامب بفكرة اتفاق جديد مع إيران يحافظ على الاتفاق الحالي ويضيف إليه قيودا إضافية على القدرات النووية الإيرانية، فضلا عن برنامج إنتاج الصواريخ ونفوذ إيران في الشرق الأوسط، على مدى طويل.  بجانب ما سبق، كان الرئيس ماكرون قد صرح في نهاية زيارته بأنه يتوقع أن ينسحب ترامب من الاتفاق الموقع عام 2015، وقال الرئيس الفرنسي إنه ربما يكون قد فشل في إقناع نظيره الأميركي دونالد ترامب، بالإبقاء على الاتفاق النووي الدولي مع إيران، الاتفاق النووي كان أولوية قصوى ضمن برنامج زيارة ماكرون التي أقر في نهايتها بأنه فضل في مهمته، وانتهى إلى أنه سيعمل مع ترامب، على بناء “إطار جديد” في الشرق الأوسط وخصوصا في سوريا، والفشل لاحق أيضاً ـ فيما يبدو ـ مهمة المستشارة الألمانية في واشنطن، حيث اكتفت بالقول إنها ستبقى على اتصال مباشر مع الرئيس الأميركي، بشأن اتفاق إيران النووي، والبديهي أن ميركل التي استغرقت زيارتها واشنطن ثلاث ساعات، لم تكن لتنجح فيما فشل فيه ماكرون الذي استغرقت زيارته ثلاثة أيام، وكانت أول زيارة دولة لزعيم أجنبي للولايات المتحدة، حيث ألقى خلالها كلمة أمام الكونجرس وقوبل باحتفاء ملحوظ من الرئيس ترامب والكونجرس معاً. لم يكن ترامب على استعداد بأن يظهر خلال زيارات الزعماء الأوروبيين بمظهر الرئيس الذي يمكن أن يتخلى عن موقفه تحت ضغوط الحلفاء، لذا كان حريصاً على إظهار العكس تماماً، أي أنه نجح في تغيير مواقف زواره حيال إيران، وكانت ميركل واضحة حين قالت “لدينا آراء مختلفة، القرار يعود إلى الرئيس”. أعتقد أن هذه الزيارات سلطت الضوء بشكل غير مباشر على توافق الدول الغربية الموقعة على الاتفاق حول ضرورة احتواء النفوذ الإيراني، سواء بتوسيع إطار الاتفاق القائم، كما ترى بريطانيا وفرنسا وألمانيا، أو بناء اتفاق بديل، كما يرى ترامب؛ فالموقف الألماني يرفض تطوير برنامج إيران النووي، ويشدد على ضرورة احتواء طهران وكبح جماحها في منطقة الشرق الأوسط. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .