+A
A-

شعراء ومثقفون يشيدون بالموسوعة الشعرية

يعرض جناح دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يُقام تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في دورته الثامنة والعشرين، والذي يستمر لغاية 1 مايو 2018، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض في أبوظبي، الموسوعة الشعرية، وهي أضخم مشروع شعري أطلقته أبوظبي لتجميع وتوثيق الإرث الشعري العربي قراءاته وروائع قصائده وتجارب شعرائه.

تقول القاصة والروائية الإماراتية باسمة يونس إنّ "الموسوعة الشعرية مصدر توثيق أساسي يقدم معلومات وحقائق ويجيب عن استفسارات وأسئلة الباحثين عن المعرفة واحتياجاتهم من مرجعيات أصيلة، فالموسوعات الشعرية لها دور مهم في حفظ وتوثيق الشعر وتجارب الشعراء وكلّ ما يتعلق بهذا النوع من فنون الأدب وكل ما يمكن أن يحصل عليه الباحث والمثقف من معلومات عن الشعر والشعراء من مصدر موثوق به ومعتمد".

وتضيف: "تكمن أهمية الموسوعات في تنظيمها ومنهجيتها وكتابتها واعدادها من قبل مختصين وكفاءات جديرة بتحريرها ولديهم القدرة كل في مجاله على ترتيبها ومراجعتها وتوخي الشمولية والموضوعية واتباع سياسة موحدة وحيادية تقدم للقراء والباحثين كل ما ينبغي معرفته بشفافية".

وتختم بالقول: "إنّ للإمارات إسهامات ملموسة في هذا المجال من خلال الموسوعة الشعرية، والتي لا تزال إلى اليوم متفردة في الأداء والحرص على توفير المعلومات وتسهيل وصول الباحثين عنها واضافة الجديد بصورة مستمرة".

من جهته يرى الدكتور الشاعر شهاب غانم أنّ "الموسوعة الشعرية العربية التي تقدمها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي هي أوسع موسوعة عربية من نوعها على مستوى العالم، حيث تحوي عددا كبيرا من الشعراء يتجاوز المليونين بما فيهم عدد كبير من الشعراء المتميزين الأحياء، كما أنّ البحث فيها سهل وفيها معلومات شعرية ممتعة، وهي بالفعل تستحق الإعجاب والشكر".

ويتوجه الدكتور محمد بن جرش، المدير التنفيذي للسعادة في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، بالشكر والإشادة للقائمين على الموسوعة الشعرية، مؤكداً على ترحيب الفاعلين في المشهد الثقافي في الإمارات والوطن العربي بكل مبادرة تهدف إلى تقدير الشعراء والأدباء والمبدعين، أياً كانت ومن أية جهة أتت، فكيف "إذا كانت من مبادرات الإمارات الرائدة في جميع الميادين، والتواقة إلى التميز والفرادة؟"، ويكمل "إنّ وجود موسوعة شعرية عربية ترعاها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، يدخل في موضوع التخطيط الاستراتيجي الصحيح لعمل مرجعية للشعراء للتعريف بهم وحفظ غرثهم الثقافي للأجيال القادمة، فالموسوعات هي ذاكرة الحياة الثقافية لكل إنسان وزمان ومكان".

ويرى مستشار الذكاء المؤسسي باسم العتيبي "أن ما يميز الموسوعة الشعرية وغيرها من المواقع المعرفية العريقة والتي بادرت الإمارات إلى إطلاقها بطريقة علمية حديثة أنها تستخدم التكنولوجيا خير استخدام، وتفتح الباب على مصراعيه لتقنيات الذكاء الاصطناعي والجيل الرابع في مجالات الثقافة والفنون والمعرفة، كونها المجالات الأكثر التصاقاً بعمليات التحول إلى اقتصاد المعرفة".

بينما تشيد الأديبة والباحثة فاطمة المعمري بهذا العمل البحثي المرجعي الأكاديمي الهام، معتبرةً أن أكبر صعوبة واجهتها كما واجهت جميع زميلاتها الجامعيات والباحثات في دراساتهن العليا، مسألة قلة المصادر والمراجع في شؤون الأدب من نثر وشعر، وتضيف: "هذا الأمر تيسره الموسوعة الشعرية التي تقدّم مرجعاً هاماً ومصدراً موثوقاً بملايين الدواوين الشعرية والتجارب الإنسانية لشعراء قدّموا لنا عصارة فكرهم وخلاصة أرواحهم الفياضة بالجمال".

ويعتبر الشاعر الدكتور طلال الجنيبي أنّ "الموسوعات الشعرية تلعب دورا محوريا في الاحتفاظ بسيرة وعطاء الشاعر للتاريخ والأجيال القادمة من باب توثيق التجارب ونقلها لمن لم يعاصرها تقديرا للعطاء والإبداع، ويضيف: "إنّ دولتنا الحبيبة، دولة الإمارات العربية المتحدة، وإمارة أبوظبي على وجه الخصوص، تسهم عبر هذه الموسوعة الشعرية في توثيق الإبداع الشعري في الساحة الإماراتية والعربية في هذه المرحلة الزمنية المحورية في مسيرة نماء دولتنا وأمتنا وبناء إنساننا العربي معرفياً وثقافياً، تحفيزا للحراك الثقافي وتخليدا لعطاء المبدعين".

ويؤكد الناشط الاجتماعي والكاتب محمد المسكري أنّ الوطن العربي يحتاج فعلاً إلى هذا المحتوى الرقمي المعرفي الذي يدعم الهوية القومية ويحفظ روائع لغتنا العربية الأم بجهد حكومي منهجي مدروس وجاد، يقدّم لنا ولأبنائنا المصدر المعرفي الأدق في جمع مخزون الشعر وإرث الشعراء وتقديمه إلى القراء والمتصفحين من مهتمين وباحثين وشعراء".

ويشيد الشاعر عيضة بن مسعود بهذا الجهد الثقافي الهام الذي يحتسب لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، مشيراً إلى أنّ ما تحتاجه الموسوعات الشعرية هو الجمع الذكي بين الإرث الثقافي الشعري الفصيح، والموروث الشعري الشعبي الذي يجد إقبالاً واسعاً من متصفحي الفضاء الإلكتروني، كما أنّ عدداً كبيراً من الشعراء المدرجين في الموسوعة هم أيضاً شعراء شعبيون لهم منجزهم الشعري الهام بلهجاتهم المحلية". 

وقد تميزت الموسوعة الشعرية بعد أقل من عام على الإعلان في العام الماضي عن تحديثات إصدارها الثالث، باشتمالها على أكثر من 3357 ديواناً، عدد أبياتها نحو 3 ملايين بيت، منها أكثر من 200 ديوان تنشر لأول مرة، مع إضافة الكثير من الزيادات على الدواوين الموجودة فيها، إضافة إلى ركن المكتبة الذي يضم مراجع من أضخم موسوعات الأدب والتاريخ، وركن المعاجم الذي يمكن للمتصفح من خلال النقر على أي كلمة في القصيدة أو الكتاب الوصول إلى كل ما يتعلق بالكلمة في معاجم اللغة، إلى جانب زاوية "قصيدة اليوم"، وزاوية "شاعر وديوان"، والتي تسلط الضوء على شعراء غير معروفين، وقد تم تطوير البحث في الموسوعة ليقدم معلومات تفصيلية عن عدد القصائد المتوافرة لكل شاعر مصنفة حسب العَروض، كما توفر الموسوعة ميزة الاستماع إلى بعض القصائد بأصوات الشعراء أنفسهم أو بأصوات آخرين، وتتوفر في الموسوعة معاجم فيها شروحات للمفردات وجذورها، إلى جانب إضافة مناسبة القصيدة لبعض القصائد.