+A
A-

بحر الثقافة تستضيف الشيخ عبدالعزيز النعيمي

أكد الشيخ الدكتور عبد العزيز بن علي بن راشد النعيمي " الشيخ الاخضر" في محاضرته "روح الإلهام" والتي ألقاها على هامش فعاليات معرض ابوظبي الدولي للكتاب في جناح مؤسسة بحر الثقافة، على أهمية التفكر والتأمل في كل ما يحيط بنا، وأن هذا من شأنه أن يجد طريقه إلى عقل الإنسان ليطرح فيه الأفكار الجميلة والمثمرة والإيجابية.

وأشار الشيخ إلى أنه بمقدور المرء أن يستلهم العبر والمواعظ والأفكار ما لو استطاع أن يحافظ على مستوى تركيزه في تفاصيل الأشياء والقصص والمشاهد التي يراها حوله.

واختتم بقوله أن من أفضل القصص التي يمكن استلهام العبر منها هي سيرة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه-، فمنها نستقي قيم الإصرار والعطاء والمحبة والتسامح وتحدي المصاعب.

وخلال فعاليات اليوم نفسه، عقدت جلسة " نظرية التطور في عصر الـDNA، التي استضافها جناح مؤسسة "بحر الثقافة" ضمت مشاركتها في فعاليات معرض الكتاب في أبوظبي. وضمت الجلسة كتّاب مهتمين بهذا الشأن وكتبوا عنه أو حوله مقالات وكتب وأبحاث، حيث حضر الجلسة الدكتور عمر الحمادي، والدكتور أحمد العمري، وابراهيم اليعربي، وفداء الجندي.

فخلال الجلسة أكد ابراهيم اليعربي على الحذر عند تلمس الجذور العلمية والدينية للقضية وأن النظرية قد لا تتعارض مع ما جاءت به الأديان من تفسيرات لعملية الخلق، لكن يجب أن يتم الوصول إلى هذا من خلال طرق علمية دقيقية ومحكمة.

فمن جانبه، أشار أحمد العمري أن هناك خطأ شائع في التفكير حول العلم ودوره في الحياة، فالعديد من الأشخاص يعتبرون ما يأتي به العلم هو أمر مسلم في صحته ولا ينبغي أن نناقشه أو نحاول تحدي النتائج التي خرج بها. لكن هذا التوجه ليس صحيحاً فالشك هو أحد المناهج العلمية الرصينة التي يعتمدها العلماء للوصول إلى حقيقة الأشياء والظواهر المحيطة بنا. وأعقب بأن أغلب العلماء اليوم مؤمنين بصحة نظرية النشوء والتطور، لكن تبقى الجدالات والنقاشات والاستفهامات في تفاصيل النظرية فقط.

بينما قال فداء الجندي أن المناخ العلمي العام اليوم في كل أنحاء العالم جعل أي نقاش حول نظرية التطور والنشوء أمراً حساساً للغاية وقد يتم نبذ الشخص أو الهيئة ما لو أظهروا بعض علامات التعجب على جزئية من نظرية دارون. وأكد على أن من يدعي الطرح العلمي عليه أن يتقبل كافة الآراء وأن يتفحص كل الأدلة الجديدة التي توضع على الطاولة، عسى أن يكون فيها ما يثبت عكس النظريات الموجودة اليوم.

أما عمر الحمادي فقال أن نظرية التطور لم تعد كما كانت يوم أطلقها دارون، فاليوم أصبحت العديد من العلوم والتقنيات المتطورة تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في إثبات صحة أجزاء كثيرة من النظرية، وقال أن اكتشاف الـ DNA بحد ذاته هو إثبات ضمني لصحة النظرية.

تبقى نظرية النشوء والتطور لدارون محل جدل ونقاش واسع بين العلماء والمهتمين، فقد شكلت النظرية حولها الكثير من الأساطير والمفاهيم الخاطئة وقد يعتبرها كثيرون نقطة فارقة بين الإيمان والإلحاد، ولا تزال هناك الكثير من الأصوات المؤيدة لصحة النظرية توازيها في العدد أصوات تعارض وتعترض وتعتبر أن قبول نظرية النشوء والتطور خطاً أحمر لا ينبغي علينا تجاوزه. واتفق مجموعة من الكتّاب والمفكرين على أهمية تناول الموضوع بعلمية وموضوعية وتجرد فكري كي نصل إلى حقيقة الأشياء.